يعاني العديد من العمال في قطاعات مختلفة من مرض الدوالي، المعروف أنه من الأمراض الوراثية المتعلقة بصحة الدورة الدموية لدى المصاب. إلا أنه قد يصيب أشخاص لا توجد في عائلاتهم سوابق للإصابة بهذا المرض وتعرضوا له جراء وقوفهم المستمر بأماكن عملهم، ما يجعله مرضا مهنيا غير معترف به إلى حد الآن ضمن قائمة الأمراض المهنية بالرغم من مضاعفاته الخطيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى حد البتر. يشكل الوقوف لساعات طويلة دون انقطاع لدى بعض العمال خطرا على صحتهم، حيث يجد عدد لا بأس به من موظفي قطاعات حكومية وخاصة أنفسهم، بعد مرور سنتين أو ثلاث سنوات فقط، مصابين بالدوالي فمنهم من يسارع إلى عرض نفسه على الطبيب ومنهم من يهمل حالته الصحية بسبب جهله بخطورة هذا المرض الذي يصل بالمصاب أحيانا إذا ما بلغ المرض درجته الثالثة إلى حد بيتر الرجل وبالتالي الإعاقة. خطورته تصل إلى حد بتر الرجل كشفت آخر الإحصاءات والدراسات التي أجراها أطباء مختصون بالجزائر خلال إحدى المؤتمرات المتعلقة بأمراض القلب والشرايين أن 60 بالمائة من عمال بعض المهن كالحلاقين مثلا والمعلمين ومضيفات الاستقبال يعانون من الإصابة بمرض الدوالي الناجم عن تصلب في الشرايين والأوعية الدموية، حيث لا يتم تنقل الدم بشكل جيد نتيجة مرض يصيب الأوعية التي يتغير لونها ويصبح يميل غالبا إلى الأزرق، مصحوبا بأعراض أخرى عديدة، حسب ما أكده لنا الدكتور وضاحي أخصائي في أمراض الشرايين بمستشفى لمين دباغين مايو سابقا. أما بالنسبة لمدة العلاج وكلفته وعن خطورة المرض، قال الدكتور إنه وللشفاء منه يجب أن يلجأ الطبيب إلى مرحلتين في علاج المريض الأولى تكون تمهيدية بتقديم أدوية مضادة لتخثر الدم وهذا قبل إجراء العملية الجراحية ونزع تلك الأوعية التي تتوقف عن الخدمة بعد صعوبة تنقل الدم عبر جميع أنحاء الجسم، وعند إهمال المريض لذلك وبدخوله المرحلة الثالثة لا يبقى علاج آخر إلا بتر الأرجل المصابة للسماح بمرور الدم إلى كل أجزاء الجسم والأعضاء، خاصة القلب الذي يواصل عملية ضخ الدم إلى كل الأطراف. الجوارب الخاصة الرفيق الوحيد لمرضى الدوالي قد يحدِث المرض مع مرور الأيام انتفاخا خطيرا على مستوى الأرجل نتيجة الوقوف الطويل لمدة ساعات بدون إعطاء للأرجل فرصة للراحة، حسب ما أكده الدكتور وضاحي، حيث يبقى الشخص ساعات طويلة جدا واقفا في مكان عمله دون راحة، الأمر الذي يؤثر على حركة تنقل الدم في الجسم وبالتالي تقع بعض الاضطرابات التي تصاحبها آلام شديدة خاصة خلال فترة النوم، وذلك بعد التعب الذي ينهك الشخص الذي يشتغل واقفا، الأمر الذي بات يتطلب من أجل تفادي الإصابة بالمرض ارتداء جوارب خاصة بإمكانها المحافظة على حركة تنقل الدم في الجسم قبل انتفاخ الأوعية الدموية وخروجها من البشرة في شكل أسلاك ذات لون أزرق قاتم، لتصل إلى المرحلة الثالثة التي يتجمع فيها الدم ويصعب مروره عبر أرجاء الجسم، مما يتطلب إجراء العملية الجراحية، التي تبقى نسبة نجاحها قليلة جدا، خاصة أن تقنيات العمل في مجال الجراحة بهذا المجال تبقى متأخرة وناقصة في غياب فرص التكوين للأطباء للاطلاع على آخر تقنيات معالجة المرض، في الوقت الذي يتم بتر العديد من الأرجل المريضة بعد تلف الأوعية الدموية بها. وقال ذات المتحدث إن أحسن أنواع الجوارب من ماركات ألمانية لأنها تضمن راحة جيدة، وهي بذلك أفضل بكثير من المنتجات الفرنسية والايطالية التي يتم استيرادها لتكاليفها البسيطة والتي لا تتعدى 4 آلاف دينار وتعوّض لدى صندوق الضمان الاجتماعي.