يقترب فصل الخريف... واعتادت إدارة البيت الأبيض المؤمنة بقدرتها في إستثمار انتقال المواسم عبر فصولها في جني أوراق المشاريع السياسية المتساقطة، رغبة منها في توفير طاقة استهلاكية في زمن القحط السياسي الدائم ..وتجديد تمسكها بالعمل »بكل ما يمكن« لقيام دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل، كهدف قابل للتحقيق..هو إشغال لفراغ مازال يحافظ على ديمومته في الشرق الأوسط .. و لا أحد يعرف من أين تستقي الإدارة الأمريكية قناعتها بالتوصل إلى تعايش سلمي بين دولتين »فلسطينية وإسرائيلية في ظل خطاب ناتن ياهو ألمجسد لموقف قواه ألسياسية ألرافض لمبدأ الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم .. ويبدو أن أمريكا لا تعير أهمية لموقف الرفض الإسرائيلي حين يبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ أن الولاياتالمتحدة ستعمل بقوة قدر الإمكان من أجل المساعدة على تحقيق هذه الرؤية ألمتمثلة بإقامة دولتين متعايشتين،ويراهن على نجاح خارطة الطريق رغم غياب الاتفاق الثنائي الإسرائيلي/الفلسطيني متوخيا دعم الرئيس الفلسطيني من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط«.. على إيقاعات إدارة الأبيض.. والرئيس محمود عباس لم يخف سر نجاح السلام المنتظر إذا ما استند على اتفاق ثنائي فلسطيني/إسرائيلي يقر بمبادئ ألسلام ألحقيقية بين شعبين في دولتين متعايشتين..لكن الاتفاق ألثنائي صادق ناتن ياهو على رفضه إرضاء لتيارات الرفض لإسرائيلي مكتفيا بما يسميه تبادل آراء وتقريب وجهات نظر ألطرفين... وهذا ألرفض ألمبكر حكم على تحركات المبعوث ألأمريكي بالفشل قبل إتمام جولته ، ولن يصل إلى تسوية متفاوضا عليها تمهد لمعالجة جوهر المسائل الأساسية وتفتح الطريق نحو التفاوض وصولا إلى إقرار »معاهدة سلام دائمة مع إسرائيل« ..قائمة على أساس - أولا- قيام دولة فلسطينية في حدود ما قبل 4 جوان 1967. ثانيا-القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. ثالثا- مصير اللاجئين الفلسطينيين. لكن الموقف الفلسطيني المنقسم بين ضفتين متباعدتين لن تدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف نحو تنفيذ الواجب الأخلاقي بجبر الخواطر وجعل إجراءات السلام المزمع معززة بجدول أعمال يقوم على مبادئ سلام حقيقي .. إنه سلام الخريف بأوراق متساقطة.