أكد وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أن بلاده تحتاج إلى »خبرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكلمة الجزائر« بخصوص الوضع في الساحل، وقال إنه تطرق خلال محادثاته مع المسؤولين الجزائريين إلى كل المسائل التي تهم البلدين »دون لغة خشب ودون طابوهات«، معتبرا الشبيبة الفرانكو-جزائرية قوة لفرنسا. أوضح وزير الداخلية الفرنسي خلال ندوة صحفية مشتركة نشطها أمس مع وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، بالقاعة الشرفية الرئاسية للمطار الدولي هواري بومدين في ختام زيارته للجزائر التي دامت يومين، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية »تدخل مرحلة جديدة«، وتوقع أن تكون مثمرة لصالح الشعبين. وفيما يخص اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الجزائريين، أكد مانويل فالس أنها سمحت بالتطرق للتعاون الثنائي، ليذكر بالزيارة التي قادها وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس في شهر جويلية الفارط تحضيرا للزيارة الأولى لحاكم قصر الاليزيه فرانسوا هولاند بداية ديسمبر المقبل، واصفا هذه الزيارة ب »المهمة«. وعن وجهات النظر بين البلدين بخصوص الوضع في مالي، قال المتحدث إن هناك نقطتين اتفاق تتمثلان في سلامة التراب المالي والثانية مكافحة ظاهرة الإرهاب وعلى هذا الأساس، أشار إلى أن بلاده تدعم كل الإجراءات لمساعدة المسؤولين الماليين لضمان وحدتهم الترابية. وفي هذا السياق، اعتبر الوزير الفرنسي أن الجزائر بلد مهم في مكافحة الإرهاب خاصة وأنها تملك خبرة كبيرة في هذا المجال، ليضيف أن فرنسا تتقاسم معها مهمة دحر هذه الآفة، وحيا موقف الدولة الجزائرية بخصوص اللائحة التي أقرها مجلس الأمن رقم 2071 المتعلقة بالأزمة المالية، مقللا من نقاط الاختلاف بين الدولتين حول نفس المسألة، حيث شدد على ضرورة فتح الحوار مع الشمال والتوارق. وردّ الوزير فالس على سؤال يتعلق تنقل الأشخاص بموجب الاتفاقية الموقعة سنة 1968، قائلا » تطرقنا إلى كل المسائل دون طابوهات ودون لغة خشب، تكلمنا كثيرا عن الشباب وتطلعاتهم«، معترفا أن الشبيبة الفرانكو جزائرية تمثل قوة لبلاده. وفي هذا الإطار، كشف الوزير الفرنسي أن فرنسا مستعدة لتسهيل دخول الطلبة الجزائريين إلى أراضيها لإتمام دراستهم، موضحا أن بلاده تعمل على »كل ما يسهل تنقل الأشخاص«. واعتبر أن الحوار والإرادة الجيدة يدخلان ضمن عوامل للتقدم نحو علاقات أفضل بين البلدين، قائلا: »الصداقة بين البلدين ليست مسألة خطاب ولكن يجب أن تجد طريقها إلى التطبيق«. وعلى الصعيد الاقتصادي، أبدى المسؤول الفرنسي تفاؤله بعد المباحثات التي أجراها مع وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني. وكان فالس قد استقبل من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومن الوزير الأول عبد المالك سلال، مثلما أجرى محادثات مع كل من وير الخارجية مراد مدلسي، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله.