رغبة السلطات الفرنسية في فتح صفحة جديدة وصف، وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، التعاون بين الجزائروفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب ب "الجيد"، داعيا، إلى مواصلة الحوار حول اتفاقية 1968 التي تعطي امتيازات للجزائريين في فرنسا، وكان وزير الداخلية الفرنسي، قد وصل إلى الجزائر في زيارة رسمية تنتهي اليوم بمحادثات مع الوزير الأول، عبد المالك سلال، وكان فالس مرفوقا بوفد هام يضم المدير العام للدرك الوطني الفرنسي التابع لوزارة الداخلية عميد الجيش جاك مينيو والمدير العام للأمن المدني وتسيير الأزمات جان بول كيهل، وهذه الزيارة تعتبر "مرحلة في مسار التعاون الثنائي وتأتي لدعمه ولإعطائه انطلاقة جديدة". وحيا، وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، في حوار مع صحيفة ليبرتي، صدر، أمس، السبت، "الالتزام التام للسلطات الجزائرية" التي أكد أنها "يمكنها أن تعتمد على دعمي الخاص"، مضيفا، أن "الجزائروفرنسا يتقنان العمل معا وتعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب جيد وهناك تبادل للمعلومات بيننا ومسؤولينا يعرفون بعضهم البعض ولديهم اتصالات يومية". كما،دعا، فالس، إلى "مواصلة الحوار" حول اتفاقية 1968 التي تعطي للجزائريين امتيازات للهجرة إلى فرنسا والإقامة فيها، مؤكدا، أنه "يتفهم أن الجزائر تريد الحفاظ على اتفاقية 68 وفي نفس الوقت تريد الاستفادة من الامتيازات التي يوفرها القانون العام" بالنسبة لجميع الأجانب من غير الجزائريين، موضحا، أن فرنسا تريد مراجعة بعض بنود الاتفاقية "لتحسين أوضاع الفرنسيين المقيمين بالجزائر"، قبل أن يضيف، أنه لفرنسا "بعض المطالب الخاصة بتسهيل مجيء الفرنسيين للجزائر وكذلك أملاك الفرنسيين الذين فضلوا البقاء في الجزائر بعد 1962" أي بعد استقلال الجزائر عن فرنسا. وبدأ، وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أمس، زيارة إلى الجزائر تستمر يومين لتحضير الزيارة المرتقبة في بداية ديسمبر للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حيث تحادث مع وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، وينتظر أن يتحادث اليوم مع كل من وزير الخارجية، مراد مدلسي ووزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله والوزير الأول، عبد المالك سلال، وتأتي زيارة فالس، في إطار التحضير لزيارة الرئيس فرانسوا هولاند المتوقعة في ديسمبر القادم وتقييم التعاون الثنائي بين وزارتي الداخلية للبلدين، سواء على مستوى المبادلات أو التعاون بين مصالح الشرطة والدرك، كما أنه سيتم بحث التعاون بين مصالح الحماية المدنية في البلدين في إطار الاتفاقات الموقعة في 2003 والمبادلات في إطار تكوين مستخدمي الجماعات المحلية والأمن والتكوين التابع لمصالح الشرطة. وفالس هو رابع وزير فرنسي يزور الجزائر منذ 3 أشهر بعد وزير الخارجية لوران فابيوس وهو أول عضو في حكومة هولند زار بلد عربي وبحث مع الرئيس بوتفليقة الأزمة في مالي، وكذا وزيرة الفرنكفونية يمينة بن غيغي التي أعربت عن الاهتمام الكبير لفرنسا بمشاركة الجزائر، على أعلى مستوى في قمة "المنظمة العالمية للفرانكفونية" التي من المقرر أن تعقد في 14 أكتوبر في كينشاسا، والتي ينتظر أن يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأخيرا، وزيرة التجارة الخارجية نيكول بريك، التي دعت بالجزائر إلى مرحلة جديدة من التعاون التجاري الثنائي. وتعكس هذه الخطوات، رغبة السلطات الفرنسية في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالماضي الاستعماري بين البلدين، والذي كان دائما يعكر صفو العلاقات بين البلدين.