أعرب الأمين الأممي العام، بان كي مون، عن قلقه إزاء القتال القائم داخل وحول مدينة بني وليد الليبية ولا سيما ما ذكر حول تزايد أعداد الضحايا المدنيين بسبب القصف العشوائي محذرا أطراف القتال من أن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب. وذكر المكتب الصحفي لبان كي مون في بيان له، أن الأمين العام نبه جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني ودعا السلطات الليبية وجميع من في مدينة بني وليد إلى البدء بحلّ المواجهة القائمة سلميا على الفور، وشدّد كي مون على ضرورة أن تكون السلطات قادرة على توسيع نطاق السيادة الليبية وسيطرة الدولة والخدمات في جميع أنحاء الأراضي الليبية. من جهة أخرى، اقتحم متظاهرون ليبيون من أبناء قبيلة ورفلة، مقر قناة »ليبيا الحرة« في مدينة بنغازي، أمس الأول، وقاموا بإتلاف محتوياتها بالكامل، احتجاجا على تغطية القناة للمعارك في بني وليد، وغادر عدد من المتظاهرين من أبناء القبيلة المذكورة مقر اعتصامهم الذي نصبوه أمام فندق »تيبستي« وسط المدينة باتجاه مقر القناة التي اتهموها بعدم المهنية في تغطية الأحداث التي تجري بمدينتهم بني وليد. وتمكّن العديد من المتظاهرين، من دخول مقر القناة وأضرموا النار في عدد من المكاتب واتلفوا محتوياتها بالكامل. وتمكن عدد من الإعلاميين من الفرار في حين تمت محاصرة عدد آخر في الطابق الثاني أصيبوا بإصابات خفيفة، بعد أن قفزوا من السور الخلفي للمبنى. وردد المتظاهرون شعارات منددة بالأخبار التي أذاعتها القناة يوم السبت بشان القبض على خميس القذافي أحد أبناء الزعيم الراحل معمر القذافي، في ما اعتبروا أنه يهدف للتغطية على هجوم متمردين سابقين منضوين في الجيش الوطني على هذه المدينة المتهمة بإيواء أنصار لنظام القذافي. وبالموازاة مع ذلك، اقتحم نحو 500 محتج ليبي مبنى البرلمان في طرابلس الأحد مطالبين بوضع حد لأعمال العنف في منطقة بني وليد، أحد معاقل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أطيح في مثل هذه الأيام من العام الماضي، حيث تتعرض بني وليد منذ أيام عدة إلى قصف مليشيا مسلحة من مدينة أخرى. وقد أطلق حرس البرلمان النار في الهواء، على المتظاهرين الذين تعالت هتافاتهم المنددة برئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف، بينما عقد أعضاء المؤتمر اجتماعا في المبنى. وكان قادة ليبيا الجدد قد أجروا انتخابات لكنهم فشلوا في أن يبسطوا سلطتهم على بلد مليء بالأسلحة، حيث يرى مراقبون أن الأحداث في بني وليد قد برهنت على ضعف سيطرتهم على البلاد بعد عام على مقتل القذافي. وتعتبر بني وليد أكثر المدن ولاء لحكم العقيد معمر القذافي إذ لا تزال فيها جيوب مقاومة.