عادت المواجهات بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الموالية للقذافي لتأخذ منحى آخر، ففي الوقت الذي أعلن أنصار معمر القذافي سيطرتهم على بني وليد، أعلنت القوات الجوية الليبية أمس عن استعدادها لقصف المنطقة، وكشف متحدث باسم المجلس العسكري في الزاوية بالقرب من طرابلس إن قوة قوامها 1500 شخص من ميليشيات في جميع أنحاء غرب ليبيا في وضع استعداد. ظهرت بوادر الحرب الأهلية على أشدها هذه المرة بعد أشهر من توقف القتال عقب مقتل الزعيم معمر القذافي، وفور إعلان الموالين للرئيس الراحل سيطرتهم على بني وليد آخر حصون القذافي، اندلعت حرب الدعاية والدعاية المضادة بين المجلس الانتقالي وميليشيات القذافي، حيث أعلن مسؤول بالقوات الجوية الليبية أمس أنه يجري تجهيز مقاتلات للتوجه إلى بني وليد، التي تقع خلف وادٍ عميق يجعل من الصعب مهاجمتها، كما قال متحدث باسم المجلس العسكري في الزاوية بالقرب من طرابلس، إن قوة قوامها 1500 شخص من ميليشيات في جميع أنحاء غرب ليبيا في وضع استعداد، وأضاف المتحدث إياد العروسي أنه »إذا كان لا يزال الوضع معقدا في بني وليد فستذهب القوة إلى هناك«. وجاءت هذه المستجدات في ظرف يواجه المجلس الانتقالي احتجاجات عارمة من قبل الثوار الذين اتهموا بعض أعضائه بالفساد، وتأزم الوضع مطلع الأسبوع عندما تجمع حشد من المتظاهرين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا واقتحموا مقر المجلس بينما كان رئيسه مصطفى عبد الجليل بالداخل، وكان المتظاهرون الذين أيدوا الثورة على القذافي في حالة غضب بسبب عدم تحقيق تقدم لاستعادة الخدمات العامة الأساسية، وقالوا أيضا إن الكثير من أعضاء المجلس الانتقالي فاسدون لعملهم في حكومة القذافي، وهو ما جعل المتحدث الإعلامي باسم المجلس سابقا عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي حاليا يقدم استقالته، فيما حذر رئيس المجلس من أن الاحتجاجات قد تجر البلاد إلى »هوة بلا قرار«. ولا يزال أنصار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي يسيطرون على بلدة بني وليد جنوب شرق البلاد، حيث رفعوا أعلامهم الخضراء في تحدٍ للحكومة الجديدة، وكانت المواجهات قد بدأت يوم الاثنين عندما اعتقل أعضاء في ميليشيا 28 مايو بعض الموالين للقذافي، مما دفع أنصارا آخرين للزعيم السابق إلى مهاجمة المقر العسكري للميليشيا وقتل بعض الرجال عند أبواب المقر، وكانت بني وليد التي هي قاعدة لقبيلة ورفلة القوية، واحدة من آخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي، كما أن الكثيرين فيها يعارضون القيادة الجديدة للبلاد.