اعتبرت موسكو أمس، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أمس، أن مبادرة مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، التي طالب بتبنّيها بخصوص وقف إطلاق النار خلال فترة عيد الأضحى المبارك، أنّها مبادرة بنّاءة وجاءت في وقت بالغ الأهميّة. ذكّر لافروف في بيان له نشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، بوقوف روسيا إلى جانب وقف كافة أعمال العنف في سوريا من أي جهة كانت، وإلى جانب التسوية السلمية للأزمة دون تدخل خارجي، ودعا لافروف دمشق وكافة أطراف المعارضة للتجاوب مع مقترح الإبراهيمي، وأبدى اعتقاده بأنّ خطوة من هذا النوع في حال تجسّدت، ستمكّن بالأحرى من تحديث سوريا ديمقراطيا بما يخدم مصالح الشعب. كما أعلن وزير الخارجية الروسي، أن الرئيس الأسد يعتبر ضامنا لحقوق الأقليات القومية والدينية في سوريا، وقال لافروف في تصريح له، إن بشار الأسد يعدّ شخصية تضمن أمن الأقليات التي تقطن سوريا، وكشف أنّ ما لا يقل عن ثلث السكان لا يزالون يؤيدونه باعتباره شخصية دعت إلى عدم السماح بأن تتحول سوريا إلى دولة لا يمكن للأقليات أن تعيش فيها، وأشار الوزير إلى ما أسماها بوصفات مفروضة من الخارج لن تؤدي أبدا إلى تحقيق نتائج ثابتة، مضيفا أنه لا يمكن تحقيق مثل هذه النتائج إلا عن طريق الحوار. من جهة أخرى، بدت الجامعة العربية، غير متفائلة بخصوص تلبية دعوة الإبراهيمي إلى وقف إطلاق النار بشكل منفرد في سوريا، وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة أمس، إن عطلة عيد الأضحى التي تبدأ يوم الجمعة المقبل لا تعدو كونها بصيص أمل ضئيل في طريق التوصل لهدنة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، واعتبر أنّ الأمل ضعيف جدا فيما يخص الموضوع، لأنّ الهدنة بحسبه ليست حلاّ ليست، هي خطوة أولية للجلوس على طاولة المفاوضات. وأوضح بن حلّي، أنّ ردّ فعل الحكومة السورية والمعارضة، لا تنمّ عن أيّ رغبة حقيقية في تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى تمنياته بأن يتغير الوضع مع اقتراب العيد وأن تبدي الحكومة والمعارضة ولو استجابة ضعيفة للمفاوضات. وبخصوص الأوضاع الميدانية في الداخل السوري، أفادت الشبكة السورية لحقوق الانسان بمقتل 11 شخصا أمس بنيران القوات النظامية في مناطق متفرقة من البلاد، وكانت الشبكة السورية قد أعلنت عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين قتلوا أمس الأول بنيران القوات النظامية إلى 103 أشخاص.