قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنّ أية مبادرة أو عملية سياسية، يجب أن تقوم في جوهرها على مبدإ وقف الإرهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الإرهابيين في سوريا، بوقف القيام بمثل هذه الأعمال، حسب ما ذكر بيان رئاسي صدر عقب لقاء الأسد والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأضاف الرئيس السوري بعيد الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم ”إنّ سوريا منفتحة على أي جهود مخلصة لحل سياسي للأزمة في سوريا وذلك على أساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي”. قال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي ”أوجه النداء إلى الجميع أن يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد، يبدأ متى يريد اليوم أو غدا”، موضحا أنه سيعود إلى دمشق بعد عيد الأضحى الذي يوافق أول أيامه الجمعة. وأضاف أن دعوته موجهة إلى ”كل سوري سواء كان في الشارع أو القرية أو مسلحا في جيش سوريا النظامي أو من هم معارضون للدولة السورية”. وقال المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه تحدث مع أطراف المعارضة السورية المختلفة بشأن تهدئة بمناسبة عيد الأضحى في سوريا، وأن نجاح الفكرة سيكون طريقا للانفراج في الوضع قد يؤدي إلى التوصل إلى حل. وأكد الموفد الدولي أن دعوته هذه لوقف القتال خلال العيد ”مبادرة شخصية وليست مشروعا مطولا أو جزءا من عملية سلام”، معبرا عن أمله في أن يكون ”هذا العيد هادئا إذا لم يكن سعيدا”. وكان الإبراهيمي قد صرح عند وصوله إلى دمشق، في ثاني زيارة له إلى البلاد، أن محادثاته ستركز على ”ضرورة خفض مستوى العنف الحالي وإذا أمكن وقفه بمناسبة عيد الأضحى” من 26 الى 28 اكتوبر الحالي. ورفض من قبل الإبراهيمي عن الموضوعات التي تطرق إليها خلال لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد لاسيما فيما يتعلق بوقف القتال خلال عيد الأضحى، معتبرا مبادرته تلك نداء لكل سوري في الجيش أو المعارضة للتوقف عن استعمال السلاح. وأشار الإبراهيمي في تصريحات عقب محادثاته مع الأسد إلى أنه لقي تجاوبا كبيرا لدى المعارضين الذين التقاهم في حال تجاوبت الحكومة مع تلك المبادرة. وكان الإبراهيمي دعا إلى وقف لإطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى التي تحل بنهاية الأسبوع الحالي لوقف ”إراقة الدماء” في الانتفاضة المندلعة منذ 19 شهرا والتي يقول ناشطون إن 30 ألف قتيل على الأقل سقطوا فيها. ميدانيا، قتل 13 سوريا على الأقل وأصيب 29 آخرون حسب الإحصاءات الرسمية إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة باب توما شرقي العاصمة دمشق. وقال سكان المنطقة إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين مجموعة مسلحة هاجمت مركزا للشرطة في المنطقة وعناصر الشرطة ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف المهاجمين. من جهة أخرى ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن واحدا وعشرين شخصا قتلوا اليوم بنيران القوات الحكومية معظمهم في دمشق وريفها. يأتي ذلك وسط اشتباكات بين الجيش السوري النظامي ومجموعات معارضة في دمشق وكذلك في حلب التي تشهد معارك دامية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن حي العسالي في جنوب العاصمة شهد ”اشتباكات عنيفة”، مشيرا إلى العثور على جثتي رجلين في حي القابون مصابين برصاص مباشر. وأول أمس السبت، شهد حي تشرين في المنطقة نفسها اشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين. وتستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات في مدينة حرستا رافقها سقوط عدد من القذائف على المدينة. وتتعرض بلدات وقرى الغوطة الشرقية وزملكا والزبداني والمزارع المحيطة بمدينة دوما للقصف من القوات النظامية. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قصفا استهدف صباح اليوم بلدة السيدة زينب قرب دمشق، ما أسفر عن وقوع جرحى. وفي حلب، أفاد المرصد بانفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما أدى إلى سقوط جرحى. كما تعرضت أحياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد للقصف. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت أيضا بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان.