قررت الحكومة رفع تموين السوق المصرية بالغاز الجزائري بنسبة 50 بالمائة في 2013، بهدف تغطية عجز مصر في تموين حاجتها الداخلية، حيث تمّ الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، على تحويل البترول الجزائري الخام إلى وحدات التكرير المصرية ثم استرجاع مشتقاته التي عادة ما تستوردها الجزائر. أعلن وزير الخارجية، مراد مدلسي، عن »اتفاق استراتيجي« بين الجزائر ومصر تم التوصل إليه خلال زيارة رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، ويتمثل الاتفاق في توسع تموين الجزائر لمصر بغاز البترول المميع بنسبة 50 بالمائة خلال السنة المقبلة بغرض »تموين أحسن لحاجيات هذا البلد« حسب ما أكده مدلسي في الندوة الصحفية التي نشطها مساء الثلاثاء رفقة نظيره المصري. شدد وزير الخارجية على »الأهمية الكبيرة« لهذا الاتفاق الذي ينص على »تصدير البترول الخام الجزائري إلى وحدات التكرير في مصر مع الاحتفاظ بحق استرجاع مشتقات البترول التي تستوردها الجزائر في أغلب الأحيان بمليارات الدولارات«. وهذا البند يشكل في حد ذاته خطوة هامة بالنسبة للجزائر، كما أعرب بالمناسبة عن »الثقة كبيرة والمتبادلة بين الجزائر ومصر فيما يخص التعاون الثنائي«، معتبرا أن المحيط اليوم »يسمح للدولتين بفضل إمكانياتها أن تتقدم بقوة إلى المزيد من التعاون في كل الميادين«. وكشف مراد مدلسي عن الاتفاق المتوصل إليه مع مصر لتطوير التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الكيمياوية، مسجلا أن الطرفين اتفقا على لقاءات بين مسؤولين في مجال الطاقة »لدراسة الإمكانيات المتاحة للتعاون«، كما أضاف أن »الجزائر تبحث اليوم عن تنويع اقتصادها وترقيته«، قبل أن يشير إلى أن المقاولين الجزائريين والمصريين »قرروا توسيع العلاقات فيما يخص مواد البناء والأقمشة« وهم حاليا بصدد البحث عن فرص الشراكة. وعبر الوزير عن رغبة الجزائر في الاستفادة من تجربة مصر »الرائدة« في مجال التكنولوجيات الحديثة، معلنا أن الوزيرين المعنيين بالأمر قد قررا التوقيع قريبا على مذكرة حول هذا الموضوع بهدف »إعطاء جهد إضافي للتعاون في مجال التكنولوجيات الحديثة«، لافتا إلى أن الجزائر »تسير نحو تطوير هذا المجال«. وكشف مدلسي عن إبداء رئيس الوزراء المصري لرغبة بلاده في المشاركة في إنجاز برامج السكن الطموحة في الجزائر، معلنا عن اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بإشراك الشركات المصرية الكبرى في إنجاز المشاريع السكنية التي يتضمنها البرنامج الخماسي للجزائر »بغرض مضاعفة مساهمة مصر في بناء السكن عدة مرات«. كما تم خلال زيارة قنديل إلى الجزائر- بحسب تصريحات مدلسي- التطرق إلى العلاقات القنصلية والقضايا التي تهم المواطنين الجزائريين والمصريين في تنقلهم بين البلدين لتكون لهم مستقبلا »إمكانيات أوسع للتحرك بصفة أسهل«. وأعلن وزير الخارجية أنه »تمّ الاتفاق قبل الاجتماع المبرمج في أفريل المقبل للجنة العليا بين البلدين بالقاهرة على وضع مشروع للتعاون القنصلي يأخذ بعين الاعتبار طموحات الشعبين في إرادتهما لتوسيع الفرص واللقاءات وتسهيلها«.