كرمت المديرية العامة للأمن الوطني، أمس بمقر المتحف المركزي للشرطة ب»شاطوناف«، شخصيات ثورية على غرار أعضاء جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام، كبار معطوبي حرب التحرير، مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية، جمعية متقاعدي الأمن الوطني ومنظمة فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. وجاء هذا التكريم في إطار إحياء الذكرى ال58 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث أكد مدير المتحف المركزي للشرطة العميد شوقي عبد الكريم في كلمة له أن الشرطة الحربية شاركت إبان ثورة التحرير الوطني في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي ضمن أجهزة جيش التحرير الوطني، موضحا في ذات السياق أن قيادة الثورة قد وضعت نظاما أمنيا يعمل ضمن الهياكل السياسية و التنظيمية للثورة أوكل لها مهمة توفير الأمن والاستقرار في الجزائر إلى غاية الإعلان عن نتائج الاستفتاء الخاص باستقلال الجزائر. وأضاف ذات المصدر أن مصلحة المخابرات السرية قد تأسست بعد إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958 وسميت بمصلحة الاتصالات العامة و الأخبار تخصصت في البحث عن الأخبار و المعلومات و مصلحة الاتصالات العامة و محاربة الجوسسة، موضحا في ذات السياق وجود جزائريين عملوا لصالح الثورة ضمن مصالح الشرطة الفرنسية وبذلوا مجهودا كبيرا في تدعيم الثورة وكان لهم الفضل في الحفاظ على بعض الوثائق والملفات عندما كانت المنظمة السرية المسلحة للاستعمار تخطط لحرقها. وأكد العميد شوقي عبد الكريم أن الثورة التحريرية قد شرعت في إعداد إطارات لجهاز الشرطة الجزائرية لمرحلة ما بعد الاستقلال و ذلك منذ 1958 بتكوين أربع دفعات من الضباط في كلية الشرطة بمصر. وأوضح في سياق آخر أن الشرطة الاستعمارية كانت شرطة قمعية وهياكلها تخدم وضعية المحتل لا غير. وذكر ذات المصدر أنه خلال المرحلة الانتقالية أي ما بين مارس و جويلية 1962 ترتب عن اتفاقيات إيفيان إنشاء هيئة تنفيذية مؤقتة تكونت من عدة لجان ومندوبيات منها المندوبية المكلفة بالأمن العام التي أوكلت لها مهام حفظ الأمن ووضعت تحت سلطتها قوات الأمن والشرطة. وغداة الاستقلال تشكلت المديرية العامة للأمن الوطني بتاريخ 22 جويلية 1962، حيث أكد العميد شوقي عبد الكريم أن جهاز الشرطة الجزائرية عرف في هذه الفترة إلى غاية 1965 واقعا ميدانيا صعبا، بسبب الفراغ الأمني الذي خلفه الرحيل الجماعي لعناصر الأمن الفرنسي والنهب والإتلاف العمدي من طرف المعمرين لمصلحة المحفوظات الوطنية ونقص الإمكانيات المادية والمرافق، غير أن المديرية العامة للأمن الوطني تمكنت من رفع التحدي تدريجيا على يستطرد عميد الشرطة شوقي عبد الكريم. من جهته أكد قاسمي عيسى إطار متقاعد بسلك الشرطة ل »صوت الأحرار«، أن الحديث عن ثورة 1 نوفمبر هو الوقوف عند عبقرية الشعب الجزائري، والمختزلة في تصريح أول نوفمبر، حيث تم رفع التحدي رغم قلة الإمكانيات، بالاتكال على الشباب الواعي. للإشارة فقد تم تكريم مجاهدين ومجاهدات وأبناء شهداء بجوائز رمزية خلال احتفال المتحف المركزي للشرطة بذكرى ثورة نوفمبر.