هل نعرف حجم كلمة »الحرية«..!!؟ عندما نكون مطمئنين في عيشنا، فنحن أحرار، وعندما نجعل الآخرين يرتاحون معنا، فنحن أحرار، بل عندما يكون المحيط الذي من حولنا يبعث بالأمن والسكينة، فنحن أحرار، وأكثر من ذلك عندما نجعل العالم مكان رائعاً لكل الناس، فنحن أحرار.. يجب أن نعلم جميعا بأن حريتنا لا تتلخص في طلاقة الأفكار، ولا تنحصر في التعبير عن الرأي فحسب.. !!كل هذا أمر مطلوب بالفعل.. لكن، الحرية أكثر من هذه المفاهيم.. إنها المعاني غير المحدودة.. إنها السكينة اللانهائية.. إنها النفس المحررة فعلاً بدون أي شرط ولا قيد.. لقد خلقنا الله – جل وعلا - أحرار، وسنبقى أحرار إلى الأبد، مهما حصل فنحن أناس أحرار، مهما تقلبت الأحوال، فنحن أحرار، مهما تغيرت الظروف، فنحن الآن أحرار. وفي الجهة المقابلة، نحن لسنا وحدنا في هذا العالم، فحريتنا لا تجتاز حرية الآخرين، فإذا كانت حريتنا سوف تتعدى حدود أشخاص آخرين، فنحن على مشارف نهاية حريتنا.. !! يجب أن نكون حريصين على حرية الطرف الآخر مثل الحرص على حريتنا تماماً. إننا لا نحتاج أن يقال لنا »أنتم أحرار« لأننا فعلاً ولدنا أحرار.. إن الحرية حق طبيعي نملكه.. إن الحرية هو مكسب إنساني لا يجوز أخذه منا.. إننا أحرار، ونعيش مع الأحرار، ونملك أفكار حرة، وكل شيء فينا محرر، وكل ما نملكه نحن أحرار فيه.. إنها المعنى الحقيقي للحرية. . إنها مستقبل حياة.. إنها قوة حقيقية. ولهذا يجب أن نشحن قوتنا في كل مرة من هذه الحياة، ونختار حياتنا بعناية.. إذن: نحن نملك الاختيار الآن. هل نريد أن نعتقد أنه لا سلطة لنا على الظروف؟ أم أنه كل خير سيأتي إلى حياتنا.. إننا نملك حق الاختيار، فقط لأننا أحرار، وبالتالي يمكننا أن نحصل على ما نريد..!!؟ ليس هناك حلم لا يمكن أن تحققه. إن الظروف التي نعيشها هي ليست بالضرورة يجب أن تكون حافلة بالانتصارات، وليس شرطاً أن نفوز في بعض الأحيان. إن كل ما علينا هو أن لا نخسر فقط.. إذا فكرنا جيداً في الأمر، نجد أن حريتنا الفكرية، والثقافية، والسياسية هي التي أعطتنا المستقبل المشرق للحياة، وزادت من تصميمنا ومثابرتنا، وجعلتنا أشخاص غير قابلين للاستسلام..!! فلنتهيأ لتحقيق الأحسن مهما كانت الظروف، ومهما صعبت علينا المشقات، فلا استسلام، ولا عجز، ولا خضوع، ولا رفع للعلم الأبيض بعد اليوم.. إنها حرية عربية لمستقبل حياة أفضل..!!؟