تمادت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، مارين لوبان، في سياستها المتطرفة حين استبعدت أي إمكانية لتحقيق المصالحة بين البلدين، ولم تخجل زعيمة اليمين المتطرف من الإشادة بالسلوك اللاأخلاقي الذي أبداه الوزير الفرنسي السابق جيرارد لونغي، معتبرة ما قام به وبكل وقاحة »صراحة وعفوية في الحياة السياسية«. زعمت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية في حديث خصت به قناة »بي أف أم« أمس، أن الجزائر تسعى من خلال المطالب التي ترفعها في كل مناسبة لانتزاع اعتراف رسمي عن جرائم الاستعمار الفرنسي إلى إهانة فرنسا، حين قالت إن »بوتفليقة يسعى إلى جعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ينبطح، بعد أن كان قد تنازل (في إشارة إلى اعتراف الرئيس الفرنسي بمجازر 17 أكتوبر)، وأن يقر بجرائم المستعمر«، وحرصت المتطرفة لوبان على اتهام رئيس الجمهورية بانتهاج خطاب مهين لفرنسا مما »لا يترك مجالا لأي محاولة للمصالحة بين البلدين«. ولم تتوقف لوبان عند هذا الحد، فقد تمادت في وقاحتها حين أعربت عن »سعادتها وسرورها«، بالحركة البذيئة التي قام بها وزير الدفاع السابق جيرارد لونغي ردا على مطلب وزير المجاهدين محمد شريف عباس عشية الاحتفال بالذكرى 58 لاندلاع الثورة المجيدة تقديم اعتراف رسمي، والتي قالت » لقد أسعدتني كثيرا الحركة التي قام بها لونغي«، قبل أن تضيف »أخيرا قليل من الصراحة والعفوية في الحياة السياسية«، وواصلت لوبان المعروفة بمواقفها العنصرية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الفرنسية »لقد قلت في قرارة نفسي هناك بعض المسؤولين السياسيين خارج الجبهة الوطنية لديهم الوقت والشجاعة للتعبير عن آرائهم حتى وان كان لونغي لا يعلم أن الحصة لا زالت قيد البث«. من جهة أخرى، لم تخجل لوبان المعروفة بعنصريتها من القول بأن فرنسا »ليس لديها ما تتعلمه من الجزائر، بحكم أنها بلد تغيب فيه الديمقراطية«، كما لم تخف رفضها اعتراف هولاند بمجازر 17 أكتوبر، وهو الموقف الذي كانت قد أعلنت عنه في وقت سابق حين اتهمت الرئيس الفرنسي ب» بالخيانة التاريخية لذاكرة فرنسا ولكل من ساعدها من الجزائريين الحركى«، حين قالت في حوار سابق لإذاعة فرنسا الدولية » للأسف هولاند رمى بكل هذا وراء ظهره إرضاء لبوتفليقة«، وأن »هولاند يسعى إلى تلميع صورته متناسيا مشاكل الفرنسيين، وأنه أساء القرار حينما اعترف بالمجازر«، كما زعمت بأن مجازر 17 أكتوبر »خدعة وكذبة«، واتهمت جبهة التحرير الوطني بقيادة »حرب ضد فرنسا وأن الأحداث لم تكن مجرد مظاهرات سلمية، بل كانت حربا، قتلوا خلالها 150 من الحرس الذين كانوا هناك وفي الأخير هولاند ينحني ويطأطأ الرأس للقضية«.