وصفت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كاترين آشتون، العلاقات التي تجمع بلدان الاتحاد مع الجزائر ب »الهامة«، والتزمت بتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، في حين كشف وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، ان بلادنا ستطبق 17 توصية من أصل 38 قدّمها الاتحاد الأوروبي بخصوص الانتخابات التشريعية الماضية. صرح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن الاتفاقات الثلاثة الموقعة من طرف الجزائر والاتحاد الأوروبي »ذات قيمة رمزية وغزارة في المحتوى«، وقد وقع على هذه الاتفاقات الثلاثة التي تخص تمويل برامج دعم حماية التراث الثقافي في الجزائر وقطاع النقل والشبيبة والشغل بقيمة 58 مليون أورو كل من مدلسي والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاترين آشتون. وأكد الوزير مدلسي للصحافة عقب حفل التوقيع أنه »يندرج التوقيع على هذه الاتفاقيات الثلاثة في إطار الاتفاقيات التي توقعها عادة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي. إنها هامة لأنها تحتوي على قيمة رمزية بالإضافة إلى محتواها الغزير«، وأفاد الوزير بأن »تشغيل الشباب يعتبر أحد تحديات الجزائر والاتفاقية التي وقعناها سويا اليوم سوف تمكننا من التعاون في هذا المجال«، مضيفا أن »الهدف الثاني بالنسبة للجزائر يتمثل في استرجاع الذاكرة وصيانتها«، ولهذا السبب »تعد صيانة تراثنا الثقافي هدفنا الثاني والاتفاقية الموقعة اليوم تمكننا من إقامة تعاون في هذا المجال«. كما اعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية الاتفاقية الثالثة المتعلقة بقطاع النقل بمثابة »القفزة في مجال تواصل الجهد« حيث إنها جاءت لتدعم اتفاقية أولى تم توقيعها في وقت سابق، وقال: »إننا نشعر بارتياح كبير للجهود التي بذلت لإبرام هذه الاتفاقيات الثلاثة وهي جهود سوف نواصلها من اجل تنفيذها«. أما كاترين آشتون فقد أكدت أن »العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر هامة« وأن الاتفاقيات الثلاثة الموقعة »لتعبير على هذه الأهمية«، واغتنمت المناسبة للتركيز على الجانب الثقافي وحماية التراث والإلحاح على ضرورة الاستثمار في الشبيبة، واستطردت تقول: »يكتسي قطاع النقل من جهته طابعا حيويا بالنسبة للمواطنين وآمل أن الاتفاق الذي وقعناه سيمكن من إعطاء دعم إضافي للمنشئات التابعة لهذا القطاع«، لتخلص إلى أن »هذه الاتفاقات تعبير عن إرادة الاتحاد الأوروبي في العمل مع الجزائر على تعزيز التعاون بين الطرفين«. وحول مضمون الاتفاقيات الثلاثة الموقعة فإن الأمر يتعلق ببرنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر بقيمة 21.5 مليون أورو يضمن المساعدة التقنية لوزارة الثقافة قصد دعم سياسة الحكومة الجزائرية لإدراج التراث الثقافي في المخطط المدير القطاعي للثقافة الذي تمت الموافقة عليه سنة 2007 و المدرج في المخطط الوطني لتهيئة الإقليم. وتخصّ الاتفاقية الثانية ببرنامج دعم قطاع النقل بقيمة 13 مليون أورو و3 ملايين كمساهمة جزائرية، حيث يرمي هذا البرنامج إلى تعزيز الأعمال التي تمت المبادرة بها خلال البرنامج الأول الذي وقعه الطرفان و ضمان دعم مؤسساتي لوزارة النقل قصد إعداد إستراتيجية وطنية مدمجة لتسيير المنشئات القاعدية. وبالنسبة لبرنامج دعم »شباب-تشغيل« الذي خصص له غلاف مالي بقيمة 23.5 مليون أورو فإن الأمر يتعلق بأول برنامج من هذا النوع في منطقة المتوسط تم إطلاقه مع الجزائر كمشروع نموذجي يرمي إلى دعم سياسة الحكومة تجاه مجالين مترابطين (الشباب والتشغيل). ويتمثل هدف هذا البرنامج في ضمان دعم مؤسساتي للإدارات و الهيئات المكلفة بالإشكالية المزدوجة المتمثلة في الشباب و التشغيل و كذا دعم تحقيق أهداف توفير مناصب الشغل للشباب في إطار المخطط الخماسي 2010-2015. وفي موضوع آخر أكد الوزير مراد مدلسي أن الجزائر ستطبق 17 توصية من أصل ال 38 التي حملها تقرير بعثة الملاحظين التي أوفدها الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر بمناسبة الانتخابات التشريعية ليوم 10ماي المنصرم. وأوضح مدلسي في تصريح للصحافة عقب محادثاته مع المفوضة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، كاترين آشتون، قائلا: »نحن حاليا في حملة انتخابية ومؤخرا استلمنا تقرير الاتحاد الأوروبي حول الانتخابات التشريعية بالجزائر وسنطبق 17 توصية من مجمل التوصيات ال38 التي حملها التقرير«. وأضاف أنه كانت له الفرصة مع كاترين آشتون لتقييم التشاور السياسي بين الطرفين »وقد تم الاتفاق على توسيع وتثمين هذا التشاور مستقبلا«، مشيرا إلى أن الجزائر تربطها »علاقات جيدة« مع الاتحاد الأوروبي سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، مثلما أكد على ضرورة »مواصلة الجهود لتدعيم وتعزيز هذه العلاقات بما يعود بالفائدة على الجانبين«. وقد حظيت باستقبال من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بإقامة »جنان المفتي« بحضور وزير الشؤون الخارجية والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية. وتعتبر هذه الزيارة مناسبة لمواصلة وتعميق الحوار حول واقع وآفاق العلاقات القائمة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي في إطار تنفيذ اتفاق الشراكة و التعاون القطاعي قصد تعزيزها أكثر بما يخدم مصلحة الطرفين.