كشف مصدر من فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالشرطة القضائية، أن عدد الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية في تزايد مستمر، كذلك الأمر بالنسبة لظاهرة الانحراف في أوساط القصر، مؤكدة في ذات السياق أن مظاهر الإهمال العائلي جلية، يمكن الوقوف عليها في كل مكان تحديدا أمام أبواب الإكماليات والثانويات . وحسب ذات المصدر، فإن الإهمال العائلي، كثيرا ما يتسبب في كوارث حقيقية، ويتم يوميا العثورعلى أطفال يهيمون في الشوارع ويبيتون فيها، منهم من تعرضوا لاعتداءات جنسية، حيث تعالج مصالح حماية الأمومة والطفولة ومكافحة جنوح الأحداث قضايا من هذا النوع ، مؤكدة في ذات السياق تزايد عدد القصرالمعرضين للخطر المادي والمعنوي، بسبب عدم مراقبة الأولياء لأبناءهم القصر، ومتابعة تصرفاتهم بعد الخروج من المدارس، فتيات تتراوح أعمارهن مابين 11 و15 سنة يمضين ساعات طويلة أمام أبواب المؤسسات التربوية التي يدرسن بها، هناك من يرافقن شباب إلى الحدائق العمومية وقاعات الشاي والبيتزيريات، ومنهن من لا يجدن مانعا في مرافقة شباب على متن سيارات وما من رقيب أو حسيب.. فتاة في ال13 من عمرها تصاحب شابا في الثلاثين وآخر في الخامسة والعشرين والثالث يدرس معها بنفس الإكمالية، ثم تتعرض للاعتداء الجنسي من طرف أحد الثلاثة الذي يقرر الانتقام منها لأنها خانته ! – تقول محدثتنا - فتاة أخرى في الثانوية من عائلة بسيطة، معيلها الوحيد لا يستطيع حتى توفير ضروريات العيش، ما بالك باقتناء هاتفين محمولين لابنته، وقف ذات الأب مندهشا عندما اكتشف الأمر أثناء التحقيق في قضية تعرض ابنته للاعتداء الجنسي، بعد أن استدرجها شاب كانت على علاقة عاطفية معه.. وكيف لطفلة أن تتحدث في الهاتف النقال لساعات متأخرة من كل ليلة مع صديقها دون أن يتفطن لها أحد ؟ يتساءل محدثتنا وكيف لتلميذة أن "تهرب من المسيد" يوميا وتقضي ساعات اليوم مع شلة من الشباب دون أن يعلم أهلها بالأمر؟ - تضيف- وقصة فتاة أخرى من منطقة الدارالبيضاء"شرق العاصمة " لا تتعدى السادسة عشر من عمرها، وقعت في حب شاب يفوقها سنا بكثير، 32 سنة وكانت القاصرة تهرب من مقاعد الدراسة لغرض الالتقاء بصديقها وترافقه إلى أماكن خالية على غرار حظائر السيارات ومقطورات السكك الحديدية المهجورة، إلى أن فقدت عذريتها وهي لا تزال قاصرا..تؤكد محدثتنا أيضا. وأوضحت مصدرنا،أنه حسب القضايا المعالجة من قبل مختلف فرق حماية الأمومة والطفولة بمختلف مقاطعات الشرطة القضائية بالعاصمة، فإن الفتيات القاصرات، عادة ما تتورطن في علاقات غرامية مع شباب بالغين، وتحت وطأة هذا الحب يتعرضن لاعتداءات جنسية و يتم جرهن لامتهان جرائم مختلفة على غرار السرقة، تعاطي المخدراتوأخطرها الدعارة والأمثلة كثيرة . الإهمال العائلي حقيقة، لا يمكن التغاضي عنها ولا تقتصر مظاهره فقط على فئة المتمدرسين بالإكماليات، بل تعداه إلى الأطفال، الذين لم يصلوا بعد سن التمدرس والدليل على ذلك عدد حالات الأطفال، الذين يتعرضون للاعتداءات الجنسية وهم في سنوات عمرهم الأولى . وفي هذا السياق، أدرجت محدثتنا قضية عالجتها فرقة حماية الأمومة والطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، حيث تقدم إلى مصالح الأمن مواطن يدعى " أ.خ "رفقة ابنته " ر" 16 سنة، قصد التبليغ عن تعرضها للاختطاف، متبوع بالاعتداء الجنسي من قبل المدعو "ب" وصديقه ونقلاها على متن سيارة إلى بيت مهجور أمام محطة القطار بالرويبة . عند الاستماع إلى الضحية صرحت أن المدعو " ب" أجبرها تحت التهديد على مرافقته إلى ذلك المكان، أين مارس عليها الجنس هو وصديقه تحت طائلة العنف باستعمال شفرة حلاقة ثم قام بتصويرها في وضعيات مخلة . وباشرت ذات المصالح تحقيقاتها، حيث تم عرض الضحية على مصلحة الطب الشرعي بالرويبة، أين سلمت لها شهادة طبية، تؤكد تعرضها للاعتداء الجنسي بالإضافة إلى خدوش على مستوى الظهر، فيما تم إرسال ملابس الضحية إلى مخبر الشرطة العلمية لإجراء تحاليل عليها والبحث عن آثار الاعتداء . وبما أن الضحية تعرف هوية المعتدين عليها، لأن أحد المتهمين كان صديقها السابق، فقد تم إلقاء القبض عليهما ويتعلق الأمر بالمدعوين " م.ب " وصديقه "ر. ي "، اللذان اعترفا بالأفعال المنسوبة إليهما، مؤكدان أنهما قاما بتهديد الضحية بواسطة شفرة حلاقة، ثم قاما بتصويرها في وضعيات مخلة، مشيرين إلى أنهما قاما بالتخلص من الصور الموجودة في شريحة الهاتف النقال في نفس اليوم . وتم تقديم المتهمان أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة، الذي أمر بإيداعهما السجن.