اعتبر ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني، أمس، تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد خطوة مهمة للغاية، وأوضح في الوقت عينه أن اعتراف بلاده رسميا بالكيان الجديد قد يتطلّب بعض الوقت. قال الوزير البريطاني في إفادة صحفية له، على هامش اجتماع وزراء عرب وأوروبيين بمقرّ جامعة الدول العربية بالقاهرة، إنّ ائتلاف المعارضة الذي تمّ الاتفاق على تشكيله خلال اجتماعات المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة »حجر زاوية في غاية الأهمية«، مبديا رغبة بلاده في أن يحتوي الكيان كل أطياف المعارضة السورية وأن يحظى بالدّعم داخل سوريا، مضيفا أنّ ذلك سيقود بريطانيا نحو الاعتراف به ممثّلا شرعيا للشعب السوري. من جهة أخرى، قال »جون إيف لودريان« وزير الدفاع الفرنسي، أمس، إنّه من السابق لأوانه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض الذي تشكل حديثا، داعيا لبذل مزيد من الجهد لتوحيد الفصائل المسلحة تحت مظلته، واعتبر أنّ ما جرى في الدوحة خطوة مهمّة للأمام وإن كانت غير كافية لكي تكون بمثابة حكومة مؤقتة يمكن الاعتراف بها دوليا. وكانت الجامعة العربية رحبت مساء أمس الأول بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض دون إبدائها اعترافا رسميا به، إذ دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الاثنين أطراف المعارضة السورية للانضواء تحت مظلة الائتلاف لكي يكون الأخير كيانا جامعا لشرائح الشعب السوري دون استثناء. كما وطالب الوزراء العرب، المنظمات الإقليمية والدولية، بالاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل معه على اعتبار أنّه الممثل الشرعي والمحاور الأساسي مع الجامعة العربية. إلى ذلك، أدان نائب الرئيس الفنزويللي نيكولاس مادورو ما وصفها بالاعتداءات التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة، لافتاً إلى أن بلاده تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الشرعي للبلاد، وأضاف في تصريح لوسائل إعلام محلّية أنّ هدف المعارضة المسلحة قيام حرب أهلية في سوريا، وأن هناك ما يكفي من الأدلة على تدريب جماعات المرتزقة في دول أخرى لتحارب القوات النظامية السورية. وعلى صعيد آخر، قدّمت أنقرة مذكرة احتجاج إلى دمشق بخصوص قصف بلدة رأس العين التي تبعد 150 مترا عن الحدود التركية الاثنين، ما أدّى إلى إصابة عدد من الأتراك بشظايا في بلدية »جيلان بينار« في الوقت الذي واصل فيه الجيش السوري قصفه العناصر المسلّحة التي تقبع بالمناطق المتاخمة للحدود مع تركي. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا أطلعت حلف الناتو والأمم المتحدة عمّا جرى في المنطقة الحدودية، وذكر الوزير التركي أن المسؤول الأول عما يحدث في المنطقة، هو النظام السوري، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي يتحمل المسؤولية لصمته عما يجري في المنطقة. وعلى صعيد التطورات الميدانية في الداخل السوري، نفى محافظ الرقة حسن صالح جلالي، أمس، ما تداولته بعض الوكالات عن نبأ مقتله في تفجير حي الكنيسة في مركز المحافظة، وذكرت وكالة الأنباء السورية »سانا« على لسان المحافظ قوله إنه زار مكان التفجير، وإنه ترأس اجتماع المكتب التنفيذي لمناقشة التطورات في الرقّة. على صعيد مواز، قالت تقارير إعلامية أمس، إنّ الجيش الحرّ أسر عشرات من جنود النظام في حين سيطر على كتيبة للدفاع الجوي وغنم منها مختلف أنواع الذخيرة، وسيطر على محطة للبث الفضائي في بلدة بيت نايم في الغوطة الشرقية بريف دمشق. هذا وأفادت المفوضية الأممية للاجئين أمس، بأنّ الهلال الأحمر العربي السوري يقدّر عدد النازحين في سوريا الآن بما يقارب ال2.5 مليون شخص وهو ضعف العدد الذي سبق وأن أعلنته وكالات الإغاثة وهو 1.2 مليون نازح.