تواصلت يوم الثلاثاء أعمال العنف بسورية مما يزيد من تعقد الازمة وينذر بعواقب وخيمة على دول المنطقة في حين يبقى الامتثال للنداءات الدولية ودعمها المخرج الوحيد لاحتواء الوضع سلميا. وأمام تأزم الموقف السوري أعرب مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية عن "انشغال"الجزائر العميق بالوضع في سورية الذي قال انه "يزداد ترديا وتأزما يوما بعد يوم وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة على المنطقة برمتها". وجدد مدلسي في كلمة القاها امام الاجتماع الوزاري المشترك العربي الاوروبي المنعقد بالقاهرة اليوم دعوة الجزائر للحكومة والمعارضة السورية لوقف القتال والتحلي بروح المسؤولية والجلوس إلى طاولة الحوارلايجاد "الحلول الجدية والبناءة" التي من شأنها اعادة الاستقرار إلى سورية والشروع في اعادة التعمير والتشييد. وكان بيان بيان ختامي صادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي اختتمت الليلة الماضية بالقاهرة قد أكد على دعمه الكامل لمهمة الاخضر الابراهيمي الممثل الخاص المشترك للامين العام للامم المتحدة وكذا الامين العام الجامعة العربية . وحث المجلس الوزاري في قرارته بشان الوضع في سورية على الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية " ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري " وباعتباره " المحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية ". وقد تحفظت الجزائر والعراق على هذه الفقرة . وأكدت الجزائر انها " اذ تشيد بالمجود المبذولة من أجل توحيد المعارضة السورية طبقا لقرارات الجامعة العربية تعتبر ان ما ورد في الفقرة .. يخضع للقرار السيادي لكل دولة". كما تحفظت الجزائر من جهة أخرى على دعوة مجلس الجامعة العربية مجلس الامن إلى "اصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة حتى يكون ملزما لكل الاطراف السورية " معتبرة ان هذه الدعوة "لا تنسجم مع مهمة والجهود المبذولة من قبل الاخضر الابراهيمي لايجاد حل سياسي وسلمي للازمة السورية " وهو نفس التحفظ الذي ابداه العراق على هذه الفقرة. وأمنيا فقد قتل 13 شخصا اليوم في مناطق متفرقة من سورية معظمهم فى دمشق وريفها حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد مصدر رسمي سوري أن انفجارا وقع اليوم قرب كنيسة في مدينة الرقة بشمال وسط سورية أدى إلى مقتل شخصين وإصابة امرأة بجروح. وقالت وكالة الانباء السورية " سانا" ان "الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة زرعها "ارهابيون" قرب كنيسة سيدة البشارة في الرقة اسفرت عن إصابة امرأة". وقد زادت تركيا من تدابيرها العسكرية والأمنية على حدودها مع سورية جراء تصاعد حدة الاشتباكات على الحدود بين الجيش النظامي السوري و المتمردين حسبما أوردته اليوم وسائل إعلام تركية. و أفرز قرار المعارضة السورية توحيد صفوفها وتشكيل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"ردود فعل مرحبة من عدة أوساط. فقد أعربت في هذا الصدد منظمة التعاون الإسلامي عن "أملها" في أن يسهم قرار المعارضة السورية في دعم الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية يستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة في إطار الحفاظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها". فيما اعلنت دول مجلس التعاون الخليجي عن اعترافها ب" الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة السورية" الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه اول أمس الأحد في الدوحة "باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري". كما دعت روسيا "الائتلاف الوطني السوري المعارض" إلى اعتماد الحوار والتفاوض لحل الأزمة السورية من دون تدخل عسكري خارجي. وقال الكسندر لوكاشيفيتش الناطق باسم الخارجية الروسية في تصريح أن "موسكو تتابع باهتمام الجهود التي تبذل من أجل توحيد المعارضة السورية وبالنسبة لنا تبقى المسألة الأساسية هي مدى استعداد أعضاء تلك الائتلافات للعمل على قاعدة تسوية النزاع من قبل السوريين أنفسهم من دون تدخل عسكري خارجي وعن طريق الحوار والتفاوض ضمن إطار الاتفاق الشامل المثبت في البيان الختامي للقاء 'مجموعة العمل' في جنيف" مشددا على أن "الأولية تتمثل في العمل من أجل وقف أعمال العنف وإنقاذ أرواح الناس وإطلاق العملية السياسية الإنتقالية في سورية". كما رحبت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بالاتفاق الذى توصل إليه ممثلو المعارضة السورية مجددة في ذات الوقت إلتزام الاتحاد بمواصلة التحول السياسي فى سورية بما يلبى تطلعات الشعب السوري.