تشهد الاوضاع الامنية بسورية تدهورا متلاحقا مع تواصل العمليات العسكرية والاشتباكات المسلحة بين القوات النظامية و"الجيش السوري الحر" المعارض في عدد من مناطق البلاد في حين يستعد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" الجديد إلى التوجه إلى الجامعة العربية في محاولة لنيل الاعتراف به. وعلى المحور الامني لقي 12 سورية على الأقل مصرعهم اليوم الاثنين من بينهم 7 عناصر تابعين "للجيش السوري الحر" المعارض في قصف استهدف محافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سورية على الحدود مع تركيا. وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن "المواطنين ال12 ومن بينهم عناصر الجيش الحر ال 7 قتلوا إثر القصف الذي استهدف منزلا كان يعود لعنصر في الأمن السياسي خلال اقتحام المدينة". وحسب المصدر فإن القصف تزامن مع تحليق طائرة حربية في سماء المنطقة. وشنت القوات الحكومية السورية عمليات عسكرية ضد المسلحين في مختلف مناطق البلاد فيما اشتدت الاشتباكات بين الطرفين وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي سياق متصل تشهد الحدود التركية السورية تصعيدا امنيا حيث سقطت قذائف بالقرب من الحدود السورية على المنطقة الزراعية بشمال شرق تركيا اليوم .وافادت تقارير اخبارية أن القذائف الصاروخية سقطت على الاراضي التركية واصابت المديرية العامة للمؤسسات الزراعية في بلدة سيلانبنار في مقاطعة سانليورفا. يشار إلى أن تركيا وسورية يتبادلان اطلاق القذائف من حين لآخر منذ سقوط قذيفة هاون من الجانب السوري في الثالث من اكتوبر الماضي على بلدة اكاكالي في مقاطعة سانليورفا مما اسفر عن مقتل 5 اتراك. وتشكو أنقرة من امتداد المدفعية السورية واطلاق نار إلى أراضيها واعربت الشهر الماضي عن عزمها الرد في حالة تكرار هجمات الهاون من سورية. هذا وقد أعلن رئيس "المجلس الوطني السوري" السابق للمعارضة عبد الباسط سيدا امس الاحد بالدوحة ان ائتلاف المعارضة السورية الجديد (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) سيتوجه إلى الجامعة العربية سعيا لنيل الاعتراف به. و أضاف سيدا في تصريح صحفي ان ما تم تحقيقه في الدوحة من توحيد لقوى المعارضة هو حاجة وطنية ماسة وليس ارضاء للأطراف الدولية مؤكدا انه سيتم التوجه إلى الجامعة العربية لنيل الاعتراف بالائتلاف الجديد وان "هذا حجر الزواية للاعتراف الدولي". وأوضح انه سيتم الانتقال إلى "الحكومة المؤقتة" بعد نيل الاعتراف الاقليمي والدولي مضيفا "حتى تستطيع الحكومة القيام بمهامها لابد من توفير ثلاثة مقومات تتمثل في الاعتراف الدولي والحماية والدعم المادي الحقيقي على مختلف المستويات". وكانت أطياف المعارضة السورية قد توصلت خلال اجتماعاتها في الدوحة إلى اتفاق مبدئي حول جسم موحد لها يحمل اسم "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة". وتنص بنود مسودة الاتفاق التي جرى التوقيع عليها بالأحرف الأولى والتي ستصبح سارية المفعول بعد تصديقها من الأمانة العامة ل"المجلس الوطني السوري" على أن "المجلس الوطني السوري" وباقي أطراف المعارضة الحاضرة في هذا الاجتماع اتفقت على إنشاء "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" تكون عضويته مفتوحة لكافة أطياف المعارضة السورية. وتطرح على مائدة النقاش مبادرتان الاولى يقودها النائب السوري السابق والمعارض البارز رياض سيف لانشاء قيادة موحدة تحت اسم "هيئة المبادرة الوطنية السورية" والثانية للمجلس الوطني السوري حيث تقضي مبادرة سيف بانشاء هذه الهيئة على ان تنبثق منها "هيئة المبادرة"والتي تضم "ممثلي القوى السياسية والمجالس المحلية والحراك الثوري والشخصيات الوطنية" ومجلس عسكري أعلى "يضم ممثلي المجالس العسكرية والكتائب وكذا "لجنة قضائية" و"حكومة مؤقتة" مشكلة من التكنوقراط. ويتحفظ المجلس الوطني الذي انتخب المعارض جورج صبرا رئيسا له عما يرى انها محاولات لتخطيه او "تصفيته" من خلال مبادرة سيف. و أعلن صبرا فى مؤتمر صحفى في العاصمة القطرية ان "المجلس الوطنى اقدم من المبادرة السورية او اى مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب إلى مشروع وطنى وليس مطلوبا من اى جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى". وتعليقا على تشكيل الائتلاف الوطني أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم دعهما للمعارضة السورية الموحدة المنضوية تحت هذه التشكيلة. وقال مساعد المتحدثة بإسم وزارة الخارجية مارك تونر في بيان ان "الولاياتالمتحدة الاميركية ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة بعد الاتفاق الذي توصلت اليه في الدوحة فصائل المعارضة". واعتبرت بريطانيا ايضا أن قرار فصائل المعارضة السورية تشكيل ائتلاف قوي يعد "خطوة "حاسمة لإنشاء هيكلية قادرة على تأمين مرحلة انتقالية سياسية في سورية. وأوضح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان اليوم ترحيب بلاده بقرار المعارضة السورية معتبرا "خطوة مهمة في تشكيل معارضة واسعة وتمثيليةتعكس كل تنوع الشعب السوري". كما أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم ان تركيا ستقف دائما بجانب الشعب السوري مشددا على أن مصير سورية ليس بيد أي شخص أو مؤسسة. ورحب داود أوغلو بتشكيل الائتلاف الوطني السوري مشيدا بكل من ساهم في تشكيل هذا الائتلاف "الذي وحد كل أطياف المعارضة السورية تحت سقف واحد" مذكرا بأن هذه ليست النهاية بل هي بداية لعهد جديد. وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "دعم بلاده الكامل" ل"الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية" الذي تشكل في اجتماع الدوحة معتبرا القرار الذي توصلت إله المعارضة خطوة مهمة في عملية توحيد صفوفها. دبلوماسيا أجرى نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية مباحثات مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسورية ونائبه ناصر القدوة اليومبالقاهرة تناولت المستجدات على الساحة السورية وما أسفرت عنه اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة. وذكر مصدر مسؤول بالجامعة العربية بأن مباحثات العربي والابراهيمي تم خلالها استعراض الاوضاع في سورية خاصة بعد اجتماع المعارضة السورية بالدوحة.