شكل موضوع تسلح الجزائر وحاجتها إلى الأسلحة الروسية الصنع، أهم محاور لندوة مصغرة بموسكو بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، حيث دعا المشاركون إلى وجوب أن تعمل موسكو من أجل تنفيذ العقود التي أبرمتها مع الجزائر في مجال التسلح، وطالبوا مجمع الصناعي العسكري الروسي باستخدام كافة الإمكانيات المتاحة للمحافظة على السوق الجزائرية، وخاصة في مجال سلاح الدفاع الجوي. أكد سفير روسيا السابق بالجزائر، فاليري يغوشين، أن تنفيذ روسيا للعقود المبرمة مع الجزائر في مجال التعاون العسكري – التقني التي تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار، أصبح»أمرا ضروريا بالنسبة لموسكو في الوقت الراهن«، وأوضح يغوشين في مداخلته خلال طاولة مستديرة نظمها أول أمس معهد الاستشراق بموسكو بمناسبة الذكرى ال 50 للاستقلال، أن الجزائر بحاجة إلى الأسلحة الروسية بشكل كبير خاصة وأن الجزائريين يعرفون جيدا إمكانيات روسيا في مجال التصنيع العسكري.بالنظر لاعتبارات وعوامل كثيرة ذكر من بينها أن الكثير من الضباط الجزائريين درسوا في روسيا وتعودوا على الأسلحة الروسية. وأشار سفير روسيا السابق بالجزائر أن المجمع الصناعي – العسكري الروسي مطالب »باستخدام كافة الإمكانيات المتاحة للمحافظة على السوق الجزائرية، وخاصة في مجال سلاح الجو وأسلحة الدفاع الجوي، وكذلك معدات القوات البرية«.وكشف المتحدث ضمن هذا السابق أن وزارة الداخلية الجزائرية »مهتمة جدا بالأسلحة الروسية الخاصة«.دون أن يثير الدوافع وراء هذا الاهتمام.مكتفيا بالقول إنه»بإمكان قوات الدرك والقوات الخاصة في الجزائر، استخدام الأسلحة الروسية الخاصة«. وأقر يغوشين الذي كان سفيرا لروسيا لدى الجزائر في الفترة الممتدة بين عامي 1995 و2000، بأن روسيا فقدت خلال تسعينيات القرن الماضي بعض مواقعها في السوق الجزائرية في مجال التعاون العسكري – التقني.في حين أشار سفير روسيا لدى ليبيا في تسعينات القرن الماضي، ألكيسي بودتسيروب، أن »يغوشين أنقذ ما كان يمكن إنقاذه في العلاقات الروسية – الجزائرية، وبفضل ذلك أصبح ممكنا رفع مستوى التعاون في المجال العسكري – التقني مع بداية الألفية الجديدة«، مضيفا في سياق التأكيد على ما بذله السفير الروسي من جهود للدفع بالعلاقات الجزائرية الروسية خلال تلك المرحلة بالقول: »لقد حكم عليه المتطرفون الإسلاميون في الجزائر مرتين بالإعدام بسبب سعيه لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين ومن بينها علاقات التعاون في المجال العسكري–التقني«. ومن جهته أثار رئيس مركز البحوث العربية في معهد الاستشراق بموسكو، باغراد سيرانيان، الظروف التي مرت بها الجزائر إبان الثورة التحريرية، حيث قال»إن الجزائر مرت بمرحلة صعبة، خلال حرب الاستقلال )1954–1962( التي خاضتها ضد فرنسا وفقدت الجزائر 1.5 مليون شخص«، مسجلا عظمة الثورة الجزائرية حيث قال»لم يفقد أي بلد في المنطقة هذا العدد الكبير من مواطنيه في نضاله من أجل الاستقلال«.واعتبر سفير روسيا السابق بالجزائر أنه من دون مساعدات الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الأخرى والدول المجاورة للجزائر، »لكان من الصعب عليها الانتصار في حرب الاستقلال«، مشيرا أن الاتحاد السوفياتيكان يرسل الأسلحة السوفيتية إلى الثورة الجزائرية عبر تشيكوسلوفاكيا »وأرسلت عبر هذا الطريق أول الأمر، أسلحة ألمانية غنمها الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية ومن ثم أسلحة سوفيتية«.