دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، الجزائر التي وصفها ب» الصديقة والشريكة الأمينة« إلى التنسيق لضمان مراعاة القانون الدولي عبر احترام وحدة الأراضي وسيادة الشعوب، وقال أن التعاون الثنائي »يكتسي أهمية خاصة في ضوء التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا«. ذكّر الدبلوماسي الروسي في ندوة صحفية نشطها رفقة السفير الجزائري إسماعيل شرقي بموسكو بمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي سابقا والجزائر، بزيارته إلى الجزائر أواخر مارس بتفويض من وزير الخارجية الروسي للقاء السلطات الجزائرية، وأوضح أن تلك الزيارة ترجمت أن الجزائر لم تنس الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في دعم كفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال الوطني والمساعدة التي قدمها في قيام الدولة الجزائرية والاقتصاد الوطني، قائلا »تربط بلدينا علاقات شراكة إستراتيجية، والجزائر أصبحت أول بلد في العالم العربي وإفريقيا يوقع مع روسيا بيان الشراكة الإستراتيجية في أفريل عام 2001«. وأبرز بوغدانوف أهمية التعاون الروسي الجزائري، حيث قال »يكتسي التعاون بين روسياوالجزائر أهمية خاصة اليوم حين تنحدر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مرحلة التحولات التي لا ترسم ملامح المنطقة المستقبلية، فحسب بل والعالم بأسره«، داعيا الجزائر التي وصفها ب »الدولة الصديقة والشريكة الأمينة« إلى الالتقاء بشكل منتظم لتنسيق المواقف. ولم يفوت المسؤول الروسي الفرصة للتأكيد على تطابق أو قرب مواقف البلدين في المسائل المحورية والقضايا العالمية، مشدّدا على ضرورة التنسيق في الجهود التي تبذل في الإطار الثنائي والأطر المتعددة الجوانب في مسارات مثل ضمان مراعاة القانون الدولي واحترام وحدة الأراضي وسيادة الشعوب وحقها في اختيار طرق تطورها اللاحق بشكل مستقل ودون أي تدخل خارجي. من جانبه نوّه سفير الجزائر في موسكو إسماعيل شرقي بدعم الاتحاد السوفياتي للثورة الجزائرية التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي، وقال »لا تغيب عن ذاكرتنا الخطوة التي اتخذتها روسيا وهي تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قبل إعلان استقلالها، الأمر الذي يدل بوضوح على مؤازرة روسيا الصادقة لحق الشعوب في تقرير مصيرها«، معتبرا الذكرى الخمسينية لإقامة العلاقات الدبلوماسية فرصة سانحة للخروج بنتائج ووضع أساس متين لتعميق تعاوننا«. وأبدى شرقي ارتياحه لحيوية العلاقات الثنائية ومضمونها وأكد تطوره في المجال العسكري، الطاقوي والثقافي، وأرجع ذلك إلى الثقة المتبادلة، قائلا »إننا نرى أن إمكانية الاستناد إلى شريك قوي مثل روسيا بأنها امتياز لنا. ونحن على يقين بان الظروف الراهنة لتطوير الشراكة ملائمة أكثر من أي وقت مضى«.