أعلنت حركة تحرير الأزواد عن بدء »محادثات رسمية« مع جماعة أنصار الدين في الأيام المقبلة لتوحيد موقفها استعدادا للمفاوضات السياسية لحل الأزمة في مالي، وبالموازاة مع هذه المساعي الرامية لترجيح كفة الحل السلمي، يستعد وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع هذا الإثنين لبحث إرسال ما يقرب من 250 مدرب لتدريب 2600 جندي مالي لمدة 15 شهر تحضيرا للتدخل العسكري المحتمل في شمال مالي. أقدمت حركة تحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين كبرى الفصائل المسيطرة على شمال مالي على خطوة تشكل تقدما في المفاوضات الرامية إلى تسوية السياسية للأزمة المالية، حيث أعلن مسؤول كبير في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد عن عقد »محادثات رسمية قربيا« بين حركته وجماعة »أنصار الدين«، وقال موسى آغ الطاهر المنسق الدبلوماسي لحركة تحرير أزواد في أوروبا في تصريح تناقلته الصحافة الدولية أول أمس »نأخذ علما بهذا التطور الإيجابي والمشجع جدا«، ولم يحدد المتحدث تاريخا للمحادثات »الرسمية« مضيفا مع»أنصار الدين«، مكتفيا بالقول»إنها ستجرى في الأيام المقبلة«. وأدرج المنسق الدبلوماسي لحركة تحرير أزواد هذه المحادثات المرتقبة في خانة التحضير لموقف موحد استعدادا للمفاوضات السياسية لحل الأزمة في مالي، حيث قال » ستتكلم قوى أزواد الحية بصوت واحد للذهاب إلى مفاوضات سياسية«، ويأتي هذا المسعى الجديد الرامي لترجيح خيار الحل السياسي للازمة في شمال مالي بعد يوم واحد من إزاحة حركة أنصار الدين لعقبة كبيرة تعترض تقاربها مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بإعلانها الأربعاء الماضي في واغادوغو تخليها عن فرض الشريعة الإسلامية في مالي باستثناء منطقة كيدال معقلها في شمال شرق مالي وبعرضها »تخليص« شمال مالي من الإرهاب والحركات الأجنبية. وانتقد آغ غربي المتحدث باسم حركة تحرير الأزواد تعاطي الحكومة المالية حركته ومختلف مبادرات الحوار والوساطات، قائلا إن »رد السلطات المالية على العرض الذي تقدمنا به من أجل الحوار طال انتظاره وندين مواقف باماكو إزاء مختلف الوساطات من أجل التفاوض«، مضيفا »لا بد من طرفين من أجل التفاوض«. وبالموازاة مع هذا المسعى الرامي إلى التقدم نحو المفاوضات والتسوية سياسية للأزمة، يجري التحضير لتدخل عسكري إفريقي في مالي، حيث يعقد وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي هذا الاثنين ببروكسيل اجتماعا لبحث عدد من المسائل العسكرية المتعلقة بالقارة الإفريقية من بينها التدخل العسكري المحتمل في شمال مالي. وفي تصريح يمنح انطباع بحسم القوى الدولية في خيار الحرب في مالي، قال مصدر مسؤول أوروبي رفيع المستوى أمس »إن الاجتماع سيتطرق إلى الوضع في مالي في ضوء إرسال قوة عسكرية محتملة إلى البلاد لاستعادة الشمال من أيدي الجماعات المسلحة«. وكشف ذات المصدر أن الوزراء الأوروبيين سيبحثون إمكانية »إرسال ما يقرب 250 مدرب لتدريب 2600 جندي مالي لمدة 15 شهرا« و على ضوء ما سيسفر عنه هذا التدريب على أرض الواقع يمكن تمديد عمل بعثة التدريب الأوروبية.وأشار أن البعثة »ستتمركز في باماكو لتدريب 4 فرق من الجيش المالي وسيتم تخصيص ميزانية متواضعة تتراوح ما بين 5 و7 مليون أورو لهذا الأمر«.