قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إن الجزائريين استوعبوا الدروس لما فوّضوا أمرهم لأحزاب أخرى غير الأفلان في فترة سابقة، وأظهر ثقة كبيرة بأن الشعب لن يغامر مرة أخرى بوضع الثقة في تشكيلات أخرى غير الحزب العتيد، ولذلك جزم بأن نصرا جديدا سيتحقق الخميس المقبل بعد أن وضع هدف الفوز بالأغلبية في 1000 بلدية، وهو الهدف الذي أوضح بأنه ليس صعبا على حزب بحجم جبهة التحرير الوطني. دخل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال تجمع حاشد نشطه أمس بتيبازة، في صلب الموضوع مباشرة حيث افتتح كلمته أمام الجموع الغفيرة التي حضرت إلى القاعة متعددة الرياضات متسائلا: »من له حزب مثل حزبنا؟«، وسرعان ما جاء الجواب على لسانه: »هذا تواصل أجيال هناك مجاهدون وشبابب وعمال وفلاحون وبطتالون ومثقفون وأميون..«، ليتابع: »هذه هي جبهة التحرير الوطني التي تجمع كل مكونات المجتمع الجزائري وعلى هذا تحسد الناس وتتحامل على الجبهة لأنها حاملة التاريخ وحاملة الأمل وهي تاج على رؤوسنا«. ومثلما قال عبد العزيز بلخادم فإنه لم يتعود على الرد على من يتطاول عليه شخصيا »لكن عندما يتعلق الأمر بالتطاول على الأفلان لا يمكن أن أسكت عنه«، حيث لم يتوان في هذا الشأن في التأكيد بأنه »قبل أيام كان هناك من يتهمنا بأننا نستعمل رموز الوطن في الحملة الانتخابية قبل أن يتهمونا أمس بأننا لم نستمع إلى السلام الوطني« وهو الأمر الذي ربطه المتحدث ب »ظروف مادية لم تسمح لنا بذلك«، ليتفرغ بعدها للرد على هؤلاء: »نقول لهم إن النشيد الوطني يكرّم جبهة التحرير الوطني« في إشارة إلى ورود اسم الأفلان في أحد مقاطعه »جبهة التحرير أعطيناك عهدا«. ولم يتوقف الأمين العام عند هذا الحد لأنه واصل الحديث وسط هتافات هزّت أركان القاعة »هم لا يملكون من الجبهة إلا التطاول عليها ونقول لهم بملء أفواهنا: جبهة التحرير تاج رؤسسنا ومفخرة لنا وإن لديكم برنامجا وأفكارا تفضلوا بها نحتكم بها إلى الشعب«، كما ذكر بلخادم مسؤولا حزبيا )لم يُسمه( تحامل بدوره قبل يومين على الحزب العتيد، وهو ما أجاب عليه بالقول: »لا ينفع السب والشتم والقذف وما ينفع هي الأفكار والبرامج والقوائم«، مستطردا بأسلوب شديد اللهجة: »نحن لدينا قوائم تضم أناسا مخلصين ونزهاء.. الأفلان لم يتعود التهجم على الآخرين«. وعن الأحزاب التي تتمسك بحبل التزوير في التشريعات الماضية تحدّث عبد العزيز بلخادم مخاطبا إياها: »التشريعات عرفت حضور ممثلي منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة اللدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومؤسسة )كارتر( ومؤسسة )أن دي آي( الأمريكيتين والكل شهد على أن الانتخابات كانت نزيهة وعادية..«، قبل أن يضيف بكثير من الفخر: »لقد أكرم الشعب الأفلان بفوز لا أقول عنه ساحقا ولكن هو فوز غامر«، وبرأيه فإنه بهذا النصر »أثبتت به الجبهة بأنها تمتلك خزان إطارات وقوة اقتراح كما تمتلك أفكارا وتجربة في التسيير«. أما عن الكلام الذي قالته لويزة حنون أمس الأول بالعاصمة بأنه لا يتوجب على الأفلان والأرندي تسيير شؤون المجالس المحلية، كان كلام بلخادم واضحا عندما وجّه لها سؤالا يجيب عن استفهامها: »إذا لم يسير الأفلان البلاد فمن يسيّرها إذن؟«، وهنا ذكرها بما عاشته الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي عندما اختار الشعب حزبا غير جبهة التحرير الوطني ثم في العام 1997 »لما وقع سطو على إرادة الشعب وأعطوا التسيير لتنظيم حزبي آخر..«، وبرأيه فإنه بعد تلك التجارب »أدرك الشعب بأنه لا أمان إلا بالعودة إلى بيت الأفلان وهذا الإدراك واقع بإرادة الجزائريين«. وواصل عبد العزيز بلخادم دفاعه المستميت عن الحزب العتيد الذي اعتبره »بيت الأمان والاستقرار ولهذا أكرمنا الشعب بالأغلبية في محليات 2002 ثم في 2007 وسيكرمنا بإذن الله يوم 29 نوفمبر«، وخاطب المتحاملين عليه بأن »ربي يحبنا والشعب يحبنا«، واستطرد بتعبير أكثر قوة: »نقول لهؤلاء: ما عندكم ما تديرو«. ولم يخرج خطاب الأمين العام للأفلان بتيبازة في مجمله عن سياق الردّ على ما يحاول الإساءة للحزب العتيد، حيث قدّر أن التطاول يأتي من »أناس لم يتمكنوا خلال الحملة الانتخابية من جمع أكثر من 40 شخصا في القاعات وهم يعتقدون ويقولون بأنهم القوة الأولى في البلاد: من أين أتتكم هذه؟«، واعتبر أن جبهة التحرير الوطني أكبر من أن يتحدث عنها هؤلاء »الجبهة أكبر منكم. ألم تروا أن الشعب لا يزال يعلقق عليها الآمال؟«، مجدّدا اليقين بأن نصر التشريعيات سيستمر خلال هذه المحليات. وبعدها حرص عبد العزيز بلخادم على إبراز أهمية اقتراع 29 نوفمبر »ولهذا ينبغي حشد أكبر عدد من المواطنين من أجل تكريس سلطة الشعب وانتخاب من يمثله ولإثبات للآخرين بأن الأفلان يعمل على تقوية دولة المؤسسات لانتخاب مندوبين في البلدية اللتي هي الركيزة الاساسية للدولة والبناء المؤسساتي..«.