فتح عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، النار على كل خصومه السياسيين، وأكد بقاء الحزب في الريادة ردا على الداعين لإرساله إلى المتحف، واتهم بالمقابل أطرافا سياسية محسوبة على التيار الوطني، بالتآمر على الأفلان لعرقلة تقدمه كحزب الأغلبية، كما دعا التقويميين إلى العودة إلى صفوف الحزب، وهو ما يشير إلى قرب نهايته بعد خلط هؤلاء لكل أوراقه. كشر بلخادم عن أنيابه على كل من يتحامل على حزب جبهة التحرير الوطني، حيث وقف أمس لأكثر من ساعتين مخاطبا آلاف المناضلين بالقاعة البيضاوية محمد بوضياف بالعاصمة، وأسهب أمين عام الحزب العتيد في الحديث عن الخصوم السياسيين للأفلان، وحتى وإن لم يشر إلى تسميات بعض الأحزاب، إلا أنها فهمت على أنها رسائل ضمنية لأحزاب كالأرندي والأحزاب التي تدعي الانتماء للتيار الوطني، وذهب بلخادم للتساؤل عن سر التحامل على الحزب في كل مرة تقترب فيها الاستحقاقات، ولماذا الأفلان بالذات وليس حزبا آخرا أضاف ذات المتحدث، وقال في هذا الباب “لماذا لا تستهدف أحزاب أخرى كان لها دور في نكسات الجزائر خاصة تعاملها مع الإضرابات ونشرها فكر الانتهازية وسطوها على قرارات الشعب”، هذا الكلام فهم منه تهجم أمين عام الحزب على شريكه في التحالف الرئاسي “الأرندي”، خاصة وأن الحزب يرأس الحكومة وهو الذي يقرر، وأوضح بلخادم بشأن هذا الحزب أنه برغم عيوبه إلا أنه لا يحمٌل المسؤولية، وبالمقابل يحمل الأفلان دائما مسؤولية ما يقع من أزمات للجزائر، وفتح بلخادم النار أيضا على تشكيلات سياسية تريد إرسال الجبهة للمتحف، حيث رد عليها بالقول “ليس بمقدورهم فعل شيء” مؤكدا أن جبهة التحرير مازالت القوة السياسية في البلاد ولا يمكن إزاحتها لأنها متجذرة في أوساط الشعب. وفي سياق آخر، أكد بلخادم أن الحزب حاليا مستهدف وهناك مؤامرة تحاك ضده، لكنها جاءت هذه المرة من طرف أحزاب محسوبة على التيار الوطني، حيث تخطط هذه الأحزاب لتكسير الأفلان بهدف زحزحته من الساحة السياسية، وهدف هؤلاء حسب بلخادم هو رسم خارطة سياسية جديدة لا يكون فيها الأفلان حزب للأغلبية، ووصف خصومه ب«الوارثون الجدد للمرحلة المقبلة”، وتساءل لماذا كل هذا الخوف من الأفلان”، مشيرا إلى من يريد تكريس الديمقراطية والإصلاحات بإبعاد الحزب من الساحة. من جهة أخرى جدد أمين عام الأفلان دعوته لإطارات الحركة التقويمية التي يتزعمها عضو المكتب السياسي صالح ڤوجيل لطرح أفكارهم وآرائهم داخل هياكل الحزب، حيث قال “إن الحزب لن يغلق الباب أمام كل مناضل ليناضل لكن بعيدا عن نضال الصالونات والقاعات”، وهو إشارة واضحة لخصومه في الحركة الذين نظموا ندوة وطنية مؤخرا، وقال المتحدث أن الخصوم الحقيقيين هم الأحزاب الأخرى وليس أبناء الحزب بعضهم بعضا، ووجه دعوة لكل المناضلين للتجند قصد الفوز بالمرحلة القادمة من الاستحقاقات السياسية، غير أن دعوة بلخادم وإن لم تكن بالإشارة بالاسم للحركة التقويمية، إلا أنها إشارة إلى تخوفه من فقدان الحزب لأصوات مناضلين ركبوا قاطرة التقويميين، وما يفسر قرب نهاية بلخادم هو دعوته للشباب للإنخراط في الحزب، وهو دليل غياب القاعدة النضالية الحقيقية عن الساحة.