كشف مصدر قضائي تونسي، أمس، عن الإفراج عن عشرات من السجناء السلفيين الموقوفين في أحداث عنف، يأتي ذلك غداة توسع إضرابات الجوع في سجن المرناقية بالعاصمة عقب وفاة سجينين في وقت سابق. ونقلت تقارير إعلامية تونسية عن مصدر قضائي قوله إنه جرى الإفراج عن 52 من السلفيين الموقوفين في أحداث السفارة الأميركية التي جرت شهر سبتمبر الماضي وقبلها في أحداث معرض قصر العبدلية في جوان الماضي. وبحسب إحصائيات رسمية أعلنت عنها وزارة العدل في وقت سابق، فإن عدد الموقوفين من أنصار التيار السلفي بلغ 178 من بين 450 متهما فيما أعلنت عن 123 في حالة فرار و149 بحالة سراح. ويأتي الإفراج عن الموقوفين وسط جدل حقوقي في تونس بسبب انتشار الإضرابات عن الطعام داخل سجن المرناقية بالعاصمة في صفوف السجناء السلفيين والذي كان أودى بحياة سجينين الشهر الجاري هما بشير القلي ومحمد بختي اللذين أضربا عن الطعام لأكثر من خمسين يوما احتجاجا على ظروف الاعتقال. وجاء ذلك بعد الفشل في وقف إضراب السلفيين، حيث واصل نحو 40 معتقلا سلفيا الإضراب عن الطعام الاثنين كما أوضحت وزارة العدل التونسية، وذلك بعد ساعات من إعلانها على سبيل الخطأ، وقف هذا الإضراب الذي تسبب حتى الآن في وفاة شخصين. وكان نحو 120 سفليا وفقا للسلطات، وأكثر من 200 وفقا لمحاميهم، قاموا بإضراب عن الطعام للتنديد بحبسهم في إطار التحقيقات في موجات العنف التي شهدتها تونس منذ ثور جانفي 2011. ومعظم هؤلاء بدؤوا إضرابهم عن الطعام بعد وفاة ناشطين سلفيين في منتصف نوفمبر الجاري نتيجة امتناعهما عن الطعام لمدة شهرين. ومن جانبها تقول الحركة السفلية، التي ترى أنها ضحية قمع غير مبرر، أن عدد انصارها المعتقلين يصل إلى 900، في وقت تتهم فيه المعارضة وقسم من المجتمع المدني الحكومة التونسية بقيادة حزب النهضة الإسلامي بالتساهل وحتى بمجاملة الجماعات السلفية والجهادية التي تدعو الى العنف.