وصف رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، أمس الإثنين، الإضراب عن الطعام الذي كان أودى بحياة سجينين سلفيين في سجن تونسي بأنه عمل ”آثم”. ونقلت وسائل إعلام محلية عن زعيم حركة النهضة على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الأول حول المواطنة والأقليات في العالم الإسلامي بضاحية قمرت بالعاصمة قوله إن ”من أقدم على الإضراب عن الطعام حتى يهلك فهو آثم، أما من أضرب فقط ليلفت نظر الناس إلى مظلمة دون أن يصل إلى الهلاك يجوز له ذلك”. ويأتي تصريح الغنوشي في أعقاب وفاة سجينين سلفيين من بين العشرات المحتجزين على خلفية أحداث السفارة الأمريكية في 14 سبتمبر الماضي، تحت وطأة الإضراب عن الطعام الذي امتد لأكثر من 50 يوماً. وأضاف الغنوشي أن ”إضراب الطعام هو موضوع اجتهاد وليس هناك نص ديني صريح يشرعه أو يمنعه، غير أن الحركة مارسته ولا تنكره على غيرها، شرط ألا يؤدي ذلك إلى هلاك النفس التي حرم الله قتلها”. والكثير من قيادات حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، كانوا من بين السجناء السياسيين في حكم الرئيس الأول لتونس الراحل الحبيب بورقيبة ومن بعده زين العابدين بن علي الذي أطيح به إثر ثورة شعبية في 14 جانفي عام 2011. وكان عضو بهيئة الدفاع عن المساجين السلفيين في تونس، قد صرح في وقت سابق اليوم بأن نحو 200 سجين سلفي بسجن المرناقية بالعاصمة يهددون بالإضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم. وقال العضو أحمد بالغيث إن ”هناك عملية تنكيل من طرف القضاء بهؤلاء المساجين”، مشيراً إلى ”أنهم يعيشون وضعاً صحياً كارثياً ووضعية مزرية نتيجة الإهمال”.