يعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي باتت تشكل خطورة على الحياة الصحية للأشخاص خاصة الأطفال، ويؤكد المختصون أن حوالي مليون طفل مصاب بداء السكري في الجزائر، مرجعين ذلك إلى العادات الغذائية السيئة للأطفال كتناول الوجبات السريعة مع الجلوس المطوّل أمام شاشات الانترنت أو التلفزيون، وعدم ممارسة هؤلاء لأي نشاط بدني. تتفاجأ بعض العائلات من إصابة أبنائها بداء السكري دون سابق إنذار، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من مضاعفات هذا الداء التي تلازم الصغار طول حياتهم ، خاصة وأن الإحصائيات الأخيرة أظهرت أن حوالي مليون طفل ببلادنا مصاب بالسكري، هذا المرض الصامت الذي بات يزحف بشكل واضح في مجتمعنا، وغالبيته المصابين به من تلاميذ المدارس والمؤسف أن أعدادهم يتزايد في ضوء غياب حملات تحسيسية داخل المؤسسات التربوية. السكري يهدد أطفال الجزائر أولياء الأطفال الذين يعانون من هذا "المرض الصامت" الذي أصاب فلذات كبدهم اعترفوا بصعوبة تقبلهم لهذا الداء ، حيث أكد لنا والد ماريا البالغة من العمر 6 سنوات أنه اكتشف إصابة ابنته بداء السكري من الصنف الأول منذ 4 سنوات، مشيرا أنها تعيش حياة عادية خاصة يقول» نحرص على رعايتها الصحية بشكل جيد حيث نحرص على أخذها إلى الطبيب من أجل إجراء فحص طبي ثلاثة أشهر، مضيفا »ماريا طفلة ذكية جدا ومن التلاميذ النجباء في القسم خاصة أننا نحرص على معاملتها بشكل عادي حتى لا نحسسها أنها مصابة بهذا الداء، كما تعمل المعلمة على معاملة ماريا بشكل جيد في القسم«. نفس المرض يعاني منه عبد الرحمان البالغ من العمر 13 سنة منذ 8 سنوات ، ويدرس في المستوى الرابع من التعليم المتوسط ، يعيش حياة مختلفة عن بقية زملائه، حيث يضطر إلى أخد الأنسولين في أوقات معينة أثناء تمدرسه. وتلعب العوامل الوراثية دورا في انتشار مرض السكري في أوساط الصغار، حيث يرتكز بشكل واضح في بعض الأسر التي يعاني كبارها من هذا الداء ، فامين الذي يبلغ من العمر 11 سنة واحد من الأطفال الذين أصيبوا بهذا الداء عن طريق الوراثة ومع ذلك هو يتعايش معه بصفة عادية، حيث يحرص على تناول وجباته بشكل منتظم ويومي مع الابتعاد على تناول السكريات والمشروبات الغازية .لكن إصابة احد أفراد الأسرة أو الأقارب بهذا المرض لا يعنى بالضرورة انتقاله بالوراثة لباقي أفراد العائلة . رئيس جمعية مرضى السكري فيصل أوحادة سوء التغذية وراء إصابة الأطفال بالداء أكد فيصل أوحادة، رئيس جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة، أنه من أسباب انتشار داء السكري عند الأطفال هو النمط المعيشي والنوع الغذائي غير المتوازن وغير الصحي، إلى جانب دور الأولياء في تشجيع أبنائهم على الخمول من خلال اصطحابه إلى المدرسة وعدم مراقبة نمطهم الغذائي الذي أصبح يعتمد على الأكل السريع "كالسندويتشات والبانيني"، إلى جانب الجلوس المطول أمام جهاز الكمبيوتر وعدم ممارسة على الإطلاق الرياضة البدنية، هذه العوامل التي ولدت السمنة بسبب الخمول، مؤكدا أن نسبة الإصابة بها ببلادنا قليلة جدا مقارنة بالدول الأوروبية حيث يكثر إصابة أطفالهم بهذا النوع من المرض. وأعاب ذات المتحدث نقص التوعية في المؤسسات التعليمية مما يضاعف من معاناة العديد من الأطفال المصابين ، حيث بسبب حرصهم على العلاج يضطرون إلى الغياب المتكرر من المدرسة مستشهدا بحالة التلميذين اللذين، ُطردا من المدرسة بولاية مدية بسبب غيابهما المتكرر نتيجة ترددهم على العلاج ، مؤكدا على ضرورة التحسيس بداء السكري في الأوساط المدرسية وذلك من خلال التكثيف من الحملات التوعوية وكذا العمل على إقامة جلسات مع الأساتذة للتعريف بالداء حتى يتعلموا كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بأمراض المزمنة على غرار السكري الذي يعرف ارتفاعا محسوسا من سنة أخرى، حيث يعاني من هذا المرض في الجزائر حوالي مليون طفل مصاب وغالبا ما يكون أولياءهم غير مؤمنين اجتماعيا، وطالب محدثنا بضرورة توفير طبيب على مستوى كل المؤسسات التربوية حتى يتمكن من قياس نسبة السكر لدى التلاميذ المصابين بداء السكري. رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد المطلوب طبيب في كل مدرسة وفي ذات السياق قال خالد أحمد، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أنه خلال السنوات الأخيرة لم تتلق الجمعية أي شكاوى حول عدم اهتمام المدارس أو المعلمين بالأطفال المصابين بداء السكري داخل الأقسام ومع ذلك نحبذ أن يوفر على الأقل طبيب واحد على مستوى المؤسسات التربوية حتى يتمكن الطفل المصاب بالداء من قياس نسبة السكر في دمه، مشيرا أن هناك بعض الأولياء يغفلون على إخبار إدارة المدرسة بوضعية الصحية لأبنائهم، وهذا ما يشكل خطورة على وضعية التلميذ المصاب بالداء إلى جانب نسيان إدارة المدرسة بأن التلميذ مصاب بالسكري وهنا يتسبب في وقوع اصطدام بين الأولياء واطار المدرسة، ويضيف المتحدث »يبقى على وزارة التربية أن ترسل تعليمة صارمة لمدراء المؤسسات بأن يضعوا بشكل إجباري قائمة للمرضى السكري والأمراض الأخرى المزمنة، كما لابد من العمل على تحسيس الأولياء والمعلمين والمساعدين التربويين للاهتمام أكثر بالتلميذ المصاب بداء السكري ولابد من توفير الأنسولين في وحدات الكشف والمتابعة التابعة للمؤسسة التربوية«. الاختصاصي في التغذية كسي عبد الله الغذاء الصحي المتوازن ضروري للأطفال ومن جهته قال الدكتوركسي عبد الله، لابد أن يحرص المصاب بداء السكري على تناول الغذاء الصحي المتوازن لأن هذا الأخير يلعب دورا كبيرا في اعتدال مستوى السكر في الدم وتساعد على إحتراق السكر في الدم بالإضافة إلى شرب الماء الطبيعي بكثرة، مع العمل على ممارسة الرياضة بشكل منتظم والحرص على تناول وجبات خفيفة، مؤكدا على ضرورة المراقبة الدائمة والمنتظمة باعتبارها أحسن وسيلة للوقاية وتجنب حدوث مضاعفات السكري، ويضيف نحن كأخصائيين نقدم للطفل المصاب في حد ذاته المراقبة الذاتية والتربية العلاجية إلى جانب المشاركة في الحملات التحسيسية قصد التعريف بهذا المرض الصامت والعمل على تقديم نصائح للفئة المصابة وغير مصابة بهذا الداء.