أكد رئيس جمعية مرضى السكري، فيصل أوحدة، أن نقص التوعية في المؤسسات التربوية، وراء معاناة الكثير من المتمدرسين المصابين بالسكري، إذ غالبا ما يتم طردهم بسبب مضاعفات المرض، وحرصهم على العلاج. قال أوحدة، خلال الأبواب المفتوحة بمناسبة اليوم العالمي للسكري ولحقوق الطفل، المنظمة أمس بحديقة التجارب بالحامة بالعاصمة، إن الجمعية استقبلت الكثير من الشكاوى لأولياء تلاميذ طردوا من المدرسة، مستشهدا بآخر حالتين لتلميذين من بلدية الشهبونية بولاية المدية، طردا من الثانوية بسبب غيابهما المتكرّر نتيجة اختلال السكر في الدم، وتردّدهم على العلاج. وأشار في نفس السياق إلى أن الكثير من المعلمين يجهلون كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، على غرار السكري الذي يعرف، من سنة لأخرى، ارتفاعا ملحوظا وسط الأطفال، علما أن الجزائر تسجل حوالي مليون طفل مصاب بما يعرف ''بالمرض الصامت''. لذلك، يضيف محدثنا، أنه يجب توفير طبيب مداوم على مستوى كل مؤسسة تربوية، لقياس نسبة السكر في الدم للتلاميذ المصابين. وعن أسباب انتشار هذا الداء وسط الأطفال، أكد أوحدة أن للأولياء مسؤولية كبيرة في ذلك، باعتبارهم أصبحوا يشجعون فلذات أكبادهم على الخمول، من خلال اصطحابهم إلى المدرسة، وعدم مراقبة نمطهم الغذائي الذي أصبح يعتمد على الأكل السريع و''الساندويتشات''، مع الجلوس المطوّل أمام الأنترنت أو التلفزيون، وعدم ممارسة أي نشاط بدني. من جانب آخر، كشف رئيس جمعية مرضى السكري أن الكثير من الأطفال المصابين بالسكري غير مؤمّنين اجتماعيا، ما يجعل متابعتهم للعلاج أمرا صعبا، في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وأجهزة قياس نسبة السكر في الدم. وفيما يتعلق بالتغذية الخاصة بالأطفال المصابين بالسكري، قال المختص في التغذية، كريم مسوس، إنه يجب أن يعتمد على غذاء صحي متوازن من أجل سلامة نمو الطفل، والذي يحتوي على العناصر الغذائية المتمثلة في الكربوهيدرات والبروتينات والسكريات، ومن الأحسن أن يكون أصل الأغذية حيوانيا ونباتيا، باعتبارها تحتوي على الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة. بينما ينصح بتناول السكريات البسيطة والمضافة باعتدال، وحسب حاجيات الطفل من الطاقة، والتي نجدها، مثلا، في المشروبات الغازية.