كشف ''فيصل أوحادة''، رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، أن البرنامج التحسيسي الخاص بتوعية المرضى حول مخاطر الصيام قد لاقى نجاحا بنسبة تتراوح ما بين 70 إلى 80 ٪، حيث استطاع المصابون أن يستوعبوا الأخطار الناجمة التي قد تهدد حياتهم في حال عدم امتثالهم لنصائح الطبيب وحرصهم على الصيام خلال شهر رمضان الكريم. اعتبر المتحدث، في تصريح خص به ''الحوار''، أن جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر تحرص بصفة مستمرة على القيام بحملات تحسيسية من شأنها تقديم نصائح للمصابين ومساعدتهم على كيفية التعامل مع مرضهم، حيث تبرمج في العادة كل اثنين من كل شهر حملات تحسيسية لهذا الغرض، وقد كانت آخر واحدة منها قبل شهر رمضان الكريم تضمنت أبوابا مفتوحة بالعناصر بالتنسيق مع عدة جمعيات تتكفل بنفس المرض، التي كانت تهدف للتقرب أكثر من المصابين بداء السكري وجعلهم يدركون أن الصيام له آثار سلبية على صحتهم. وحسب ما كشف عنه ''فيصل أوحادة''، فإن هؤلاء المرضى كانوا يأتون إلى مقر الجمعية من أجل الاستفسار والحصول على معلومات من أجل معرفة ما قد يحدث لهم إذا امتنعوا عن تناول أدويتهم رغم شعورهم بالتعب، وهو ما يتنافى مع الدين، بالإضافة إلى النظام الغذائي الذي يجب عليهم اتباعه في ذلك الشهر الفضيل، أي أنه كان هناك صدى كبير لهذه العمليات الوقائية، وهوما يدل على عدم تسجيل حالات إصابة خطيرة للمرضى في تلك المدة، الأمر الذي يشجعهم على مواصلة عملهم- يضيف رئيس الجمعية- حيث سيكون المرضى المصابون بداء السكري على موعد مع حملة تحسيسية جديدة يوم 4 أكتوبر بساحة 11 ديسمبر ببلدية بلوزداد والتي تدخل في إطار نشاطاتها الرامية إلى نشر ثقافة الحذر والوقاية في أوساط المرضى الذين صار عددهم في تزايد مستمر، حيث يشغلون في العاصمة لوحدها نسبة 10 بالمائة وهوعدد يحتل فيه الشباب حيزا معتبرا أي بنسبة 25 في المائة تقل أعمارهم عن 40 سنة. كما يخضع المصابون بالسكري إلى نوعين من العلاج الأول عن طريق الأنسولين ويمثلون نسبة 20 بالمائة والمستعملون للأقراص بنسبة 80 بالمائة. وعن الأسباب التي تؤدي لارتفاع عدد حالات الإصابة عند هذه الفئة، أرجعها المتحدث ذاته إلى التطور الذي صار موجودا في مجال التغذية إذ أصبح الشباب يتهربون من الأكلات التي تحضر في المنزل ويلجأون إلى محلات الأكل الخفيف التي باتت منتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة ساهمت في بروز السمنة عند كثير من الأشخاص لتتحول إلى مشكل آخر يتسبب في الإصابة بهذا المرض المزمن، حيث يحتل هو أيضا نسبة 50 في المائة. كما تلعب الوراثة دورا رئيسيا في انتقال مرض السكري خاصة بالنسبة للرضع الذين تظهر الإحصاءات بأن عددهم أصبح مرشحا للارتفاع، فكثير من المواليد الجدد مصابون بالسكري بسبب إصابة أوليائهم. وعن الاحتياطات الواجب اتباعها من طرف المرضى قصد تجنب خطر ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم، ففي كلتا الحالتين يكون هناك خطر على المريض، أكد لنا ''فيصل أوحادة'' أن السكر يجب أن لا ينزل عن مستوى 80,0 غراما ولا يرتفع عن معدل 26,1 غراما. كما شدد كذلك على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن يرتكز على الخضر وعلى رأسها الخس نظرا لاحتوائه على نسب عالية من المياه، فليس شرطا التقليص من عدد الوجبات كما كان الاعتقاد في السابق وإنما يكفي تنظيمها واستهلاك العناصر الأساسية التي لا تشكل خطرا على صحتهم وخاصة يجب تفادي تناول السكريات. وبما أننا نحتفل بعيد الفطر المبارك، وهي مناسبة يكثر فيها استهلاك الحلويات، فإنه على المرضى تجنبها لاسيما التي تحتوي على المكسرات، حيث يمكنهم اختيار بعض الأنواع التي لا تخلق لهم مشاكل صحية كالجافة مثلا وهي كما تعرف عندنا بحلوى ''الطابع''. هذا بالإضافة إلى القيام بالحمية من أجل تفادي مشكل الزيادة في الوزن والمواظبة على ممارسة الرياضة. حيث ينصح بالمشي لمسافات معتبرة في كل يوم من أجل حرق السكريات المتجمعة في الجسم مع شرب كميات كبيرة من الماء حتى لا يجف الجسم، والعمل على استهلاك الفواكه بكثرة عوض شرب المشروبات الخالية من السكر التي صارت تسوق مؤخرا أو كما تسمى ''اللايت''، حيث لم يتم التوصل إلى حد الآن في العالم إلى فائدة هذا النوع من المشروبات العلاجية. وفي الأخير دعا رئيس جمعية مرضى السكري الجزائريين إلى القيام بفحوص طبية بصورة مستمرة كطريقة لاستئصال المرض من جذوره، حيث يكفي ملاحظة بعض الأعراض المتمثلة في العرق، التعب والارتعاش ليكون على ذلك الشخص استشارة الطبيب فورا لأن الوقاية تبقى خير من العلاج.