ثمن المشاركون في ملتقى ''حقوق الطفل وعناصر الإدماج'' الذي نظمته أول أمس شبكة ''ندى'' للدفاع عن حقوق الطفل، المشروع النموذجي الذي بادرت به هذه الأخيرة لفائدة 200 شاب يعاني من الانحراف على مستوى بلدية سيدي امحمد، حيث أعرب كل من وزيرة التضامن الوطني ووزير الشباب والرياضة عن دعمهما للبادرة التي ستعمم قريبا على عشر ولايات من الوطن حسب ما كشف عنه رئيس الشبكة، والتي تهدف إلى ترقية روح المواطنة لدى هذه الشريحة وحمايتها من مختلف الآفات التي تتربص بها. جاء اللقاء الذي حضرته كل من وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة سعاد بن جاب الله، ووزير الشباب والرياضة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح، والقائد العام للكشافة الجزائرية نور الدين بن براهم، بالإضافة إلى شخصيات أخرى لعرض النتائج المتوصل إليها خلال مشروع ''حقوق الطفل وعناصر الإدماج''، والتي جاءت مشجعة حسب ما أكده المشاركون خاصة وأن هدفها الأساسي تمثل في ترقية روح المواطنة وحقوق الطفل لدى المراهقين. حيث أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة سعاد بن جاب الله من جهتها التزام قطاعها بمرافقة الحركة الجمعوية في النشاطات المرتبطة بعالم الشباب، موضحة أن القطاع يسهر على توفير كل الظروف المناسبة لتسهيل مهام الجمعيات التي تنشط في مجال الشباب عن طريق مرافقة كل المبادرات الرامية إلى ترقية فئة الشباب وتعزيز إدماجها بالوسائل المادية والبشرية والتأطير القانوني. وأشارت الوزيرة إلى مشروع فتح مخيم يجمع أكبر عدد من شريحة الشباب خلال العطلة الصيفية المقبلة في إطار عمل جواري يركز على مهمة الإصغاء وبمشاركة مختلف القطاعات والحركة الجمعوية. ومن جهته أكد كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة المكلف بالشباب السيد بلقاسم ملاح أن عدة مؤسسات شبانية من بينها 133 بيتا للشباب التي يتوفر عليها القطاع في خدمة كل المبادرات التي تقوم بها الجمعيات خاصة منها الناشطة في مجال الشباب، مشيرا إلى الوسائل المتوفرة لدى قطاع الشباب والمسخرة من أجل العمل على تعزيز نشاطات 22 بالمائة من مجموع 000,80 جمعية تنشط في دور الشباب، مضيفا أن الوزارة ستعمل بالتعاون مع وزارة الموارد المائية على تنفيذ مشروع يتمثل في خلق فضاءات ترفيهية على ضفاف السدود . وفي ذات السياق أبرز السيد ملاح أن اللجنة الوزارية المشتركة التي تجمع عدة وزارات من بينها الشباب والسياحة والتكوين والتعليم المهنيين والتربية الوطنية والتضامن الوطني تسمح بوضع برنامج لخلق أنشطة موجهة لفئة الشباب مع إشراك الحركة الجمعوية المتخصصة، وأعلن الوزير عن تنظيم لقاء وطني في أواخر شهر فيفري القادم حول دور الحركة الجمعوية في التنمية. من جهته دعا عبد الرحمان عرعار رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل إلى أهمية خلق جبهة اجتماعية ضد انحراف الشباب، تجمع ممثلي مختلف الجهات والقطاعات المعنية والحركة الجمعوية لمكافحة الآفات الاجتماعية التي تهدد هذه الشريحة. مشيرا إلى أن المشروع الذي قامت به شبكة''ندى'' لفائدة 200 شاب من بلدية سيدي امحمد كان على حافة الانحراف وبالتعاون مع جمعية ''بلاتو'' لمدينة غرونوبل الفرنسية، أعطى نتائج جيدة حيث سمحت المبادرة بمرافقة هؤلاء الضحايا لمدة سنة كاملة وفتحت لهم أبواب الإصغاء والحوار، كما عملت على حمايتهم ومساعدتهم على حل مختلف المشاكل التي يعانون منها، ناهيك عن التعرف على تطلعاتهم وهواياتهم، مضيفا أنه تم توجيههم إلى القيام بتكوين وتشجيعهم على إكمال دراستهم، كما قاموا خلال هذه المرحلة بعدة نشاطات كزيارة دور العجزة، والأيتام والأطفال المرضى بالمستشفيات والمساهمة أيضا في مختلف الأعمال الخيرية، وتبادل الخبرات مع شباب الضفة الثانية من البحر المتوسط من خلال الزيارة التي قاموا بها إلى فرنسا أين كان في استقبالهم أعضاء جمعية''بلاتو''. كما يجري حاليا- يقول ذات المتحدث- العمل على توسيع المبادرة لتشمل عشر ولايات من الوطن يتم في كل واحدة اختيار دار شباب لتحتضن المشروع وتقوم خلالها الجمعيات الفاعلة في الميدان من أجل انتشال هذه الفئة المتواجدة في خطر معنوي وذلك بمرافقة الشبكة، ليوسع بعد سنتين إلى ولايات أخرى من الوطن إذا توفرت الإرادة والإمكانيات. ومن خلال هذه المبادرات- يقول- يمكن حماية المجتمع من مختلف التحولات التي تعرفها الحياة، ويمثل ذلك التحدي الأكبر الذي حاولت من خلاله شبكة ''ندى'' أن تستهدف الفئة غير المهيكلة في المجتمع من حيث التعليم والتكوين، وتمكنت من تعريفهم بمختلف حقوقهم وواجباتهم تجاه المجتمع، فأصبح لهؤلاء القدرة على التفكير في الواقع المحلي الذي يعيشون فيه ومختلف المشاكل التي تعاني منها الفئات الهشة، حيث أعطت التجربة ثمارها وتمكن الفريق المشرف على العملية على تغيير قناعات هؤلاء الشباب، وعاد لهم الأمل الذي فقدوه في من حولهم، كما تلاشت فكرة''الحرڤة'' التي كانت تراودهم باستمرار، ليتحولوا خلال تلك المدة الزمنية إلى شباب فاعلين في المجتمع. وأشار عرعار إلى أن هؤلاء الشباب سيصبحون بدورهم منشطين عبر مختلف أحياء بلدية سيدي امحمد كنموذج يحتدى به في الولايات الأخرى، مضيفا أنه في الأيام المقبلة ستناقش الشبكة مع وزارتي التضامن الوطني والشباب والرياضة سبل محاربة مظاهر الانحراف التي تهدد المجتمع من خلال خلق جبهة اجتماعية ضد الانحراف والجريمة في المجتمع.