كشف السيد عبد الرحمن عرعار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل لجريدة ''الحوار'' عن حصيلة المجهودات والنشاطات والبرامج التي قدمتها الشبكة للطفولة المضطهدة مع معاناة فئة المراهقين في الجزائر خلال سنة 2008 - ,2009 علما أن هذه الشبكة الهامة والتي تمس شريحة حساسة من المجتمع قد تأسست منذ 2004 انكّبت على الاهتمام والنشاط في مجال حقوق الطفل، خاصة المتعرضين لاعتداءات وسوء المعاملة، أو في مشاكل مع القانون أو ممن يعايشون خطرا معنويا أو جسمانيا في بيئاتهم المختلفة. إطلاق شبكة ندى للخط الأخضر ''''3033 لمساعدة الأطفال لقد تكللت جهود شبكة ندى كثيرا بوضع مخطط محكم لمساعدة فئة الأطفال في المجتمع الجزائري بصورة فعالة، فتقوم بقدر المستطاع على حماية طفولتهم البريئة ولاسيما في الموسم 2008 - ,2009 حيث يتحدث السيد عرعار إلى ''الحوار'' فيقول: ''إن الشبكة منذ تأسيسها في 2004 تناضل من أجل تحسين الحالة الاجتماعية والتربوية للأطفال المعرضين للعنف، حيث تعمل بإمكاناتها الخاصة وبالتنسيق مع مختلف الفاعلين والمعنيين بالموضوع على الاستماع للعديد من الحالات النفسية لمساعدتها في إعادة الإدماج الأسري والمدرسي، وذلك بفضل برنامج ''نحن في الاستماع'' عبر الخط الأخضر 3033 الموضوع تحت تصرفهم منذ سنة ,2008 ولقد لقي هذا الخط رواجا كبيرا نظرا للانشغالات والمشاكل الكبيرة التي تواجهها الأسر وأطفالهم. ففي شهر جانفي 2000 تم تسجيل 7342 اتصال لمختلف الحالات ومعالجة 335 ملف تمت إحالة 55 منها على العدالة. كما تم التكفل النفسي ب 210 حالة بمشاركة قوية من الأخصائيين النفسانيين، الاجتماعيين والمحامين. وقد تضمن التقرير السنوي 2008 لشهر جانفي المعد من طرف الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل حالات مختلفة للأطفال ضحايا العنف بمختلف أشكاله، حيث تتوزع بين الحالات القانونية والحالات النفسية الاجتماعية، وتخص أساسا 5 حالات انتساب، 11 حالة نفقة وحضانة الأب، 13 حالة تخص الكفالة، 12 حالة إهمال و5 حالات لأطفال دون نسب، كما احتوى التقرير 9 حالات تخص الاعتداءات الجنسية، 37 حالة إخفاق مدرسي''. ولقد أكدت هذه الشبكة، منذ نشأتها، على الاهتمام والنشاط في مجال حقوق الطفل، خاصة المتعرضين لاعتداءات وسوء المعاملة، أو في مشاكل مع القانون أو ممن يعايشون خطرا معنويا أو جسمانيا في بيئاتهم المختلفة. فهذه المهمة اعتبرها مسؤول الشبكة أنها ليست بالسهلة، مؤكدا على أن الشراكة مع الهيئات الحكومية والعمومية قد سجلت الكثير في التقدم في هذا السبيل خاصة في البرنامج الذي أطلقته الشبكة والخاص بحماية حقوق الطفل ''الخط الأخضر''. ولقد مسّ هذا التقدم خاصة في شهر فيفري ,2009 حيث تلقت هذه الشبكة في هذا الشهر فقط أزيد من 4 آلاف مكالمة كانت ذات دلالة من ناحية العدد والمحتوى الذي يمكن تفسيره عدديا بأنه توجد تراكمات تعيشها الطفولة الجزائرية في هذا الاتجاه. وفي نفس الوقت، يعتبر مؤشرا على نقص التكفل بمشاكلهم وإيجاد حلول لها. كما تؤكد هذه الشبكة أن أثقل الانتهاكات هي الجنسية منها، وبدرجة أقل المتعلقة بالأحوال الشخصية والأسرية الناجمة عن الطلاق أو النفقة، هذه التي تسببت في الغالب مستويات أخرى من حالات الاتصال والتي تسببت في تعطيل حقوق الأطفال كحق التمدرس، والأزمات النفسية أو الصحية والتي تتطلب مرافقة خاصة لحل مشاكلهم وانشغالاتهم. أكبر حدث يطلقه الرقم الأخضر بالإعلان عن ''أصغي إليك'' في مساء الخميس 10 أفريل 2008 تم الإعلان عن إعمال الرقم الأخضر الخاص بالأطفال ''أصغي إليك'' من طرف الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى''، بحضور وفد رسمي تتقدمه معالي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة. حيث يضيف السيد عرعار ''كانت بداية الحفل مع أنشودة لبراعم من بلدية ''عين البنيان'' بعنوان ''أعطونا الطفولة''، حيث تفاعل معها الجمهور طويلا. ولقد قدمت تعريفا مفصلا للشبكة، وأهم مكوناتها وإنجازاتها، إضافة إلى طموحاتها والسعي إلى توفير مزيد من الحماية القضائية والاجتماعية من خلال مندوب الطفولة. ويضيف السيد عرعار أن هذا الشهر قد عالجت الشبكة مجموع 220 حالة تمت معالجتها، سجلت الشبكة 150 حالة نفسانية و30 حالة قضائية إلى جانب 40 حالة أخرى مختلفة، علما أن الضحايا في الغالب أطفال ينتمون إلى آباء منفصلين أو يتامى يعانون من سوء المعاملة والاعتداءات الجسدية والمعنوية والجنسية. وفيما يخص الاعتداءات الجنسية تلقت الخلية منذ بداية السنة الجارية، وبالتحديد في شهر ماي، مكالمتين من طرف حالتين تم الاعتداء عليهما في الشارع وتأتي مباشرة على لسان بعض المراهقين الذين يمكنهم الإفصاح عن طبيعة مشكلتهم. شبكة ندى تقدم برنامجا ثريا احتفالا بعيد الطفولة بمناسبة الفاتح من جوان 2008 المصادف لعيد الطفولة، سطرت شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل برنامجا ثريا لصالح الطفولة المحرومة والمسعفة. واعتبر السيد عبد الرحمن عرعار، الذي كان لنا معه لقاء بالمناسبة، أن الفاتح من جوان محطة مهمة يجب التوقف عندها لتقييم وضعية الطفولة في الجزائر، وذلك من خلال مشروع تم بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية الذي يهدف إلى نشر ثقافة الحوار وتمكين الأطفال من المشاركة في صنع القرارواستعمال الطرق الحضارية بدلا من وسيلة العنف. وهذا المشروع يتم بتكوين المنشطين المتطوعين ومنشطين من قطاع التربية، والمشروع سوف يمس 18 مؤسسة تربوية بما فيها 06 مراكز التكوين المهني بالعاصمة. وفي نفس الشهر من نفس السنة زارت الشبكة مع جمعيات أخرى أطفالا مصابين بمرض السرطان رفقة بعض الفرق الرياضية كشباب بلوزداد كما يتم التبرع بالدم للأطفال المرضى. الأمل كبير والإرادة موجودة لتحقيق أهدافنا عن طريق ''شبكة ندى'' لقد أوضح السيد عرعار وضعية الطفولة في الجزائر، باعتبار أن الشبكة مختصة في حماية الشريحة الحساسة في المجتمع، أن الجزائر منذ 62 بذلت مجهودا كبيرا للاهتمام بهذه الشريحة كالتمدرس والترفيه والعلاج. لكن مع المستجدات التي حدثت في المجتمع من تغييرات مختلفة وجب على الدولة تكثيف المجهودات للاهتمام بهذه الشريحة وتجديد الآليات للحماية، خاصة الأطفال الذين يتعرضون للعنف وسوء المعاملة أو الخطر المعنوي والنزاع مع القانون، وهذا من خلال تدعيم الحماية القضائية والاجتماعية والثقافية الدولية لحقوق الطفل. ويذكر السيد ''عرعار'' أن أهم المشاكل التي يعيشها الطفل هي كيفية تلبية احتياجاته من حقوق خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، الأطفال غير الشرعيين والأطفال المستغلين للقيام بأعمال غير شرعية لا تليق بهم. ولقد ساندنا الخط الأخضر، حيث أعطى لنا صورة حقيقية عن وضعية الطفولة، إذ وصلت المكالمات في سنة 2008 إلى 000 10 مكالمة وهذا دليل على أنه يعكس آمالا كبيرة جراء التغييرات التي حدثت وغياب الاستماع والمتابعة المستمرة للمشاكل التي يتعرض لها الأطفال. ''ندى'' تطلق مشروعها المناهض للعنف في المدارس بتأطير أكثر من 6 آلاف تلميذ ومعلم يندرج هذا المشروع، حسب رئيس الشبكة ''عبد الرحمن عرعار''، ضمن التحسيس والتوعية ضد مخاطر العنف في المحيط الدراسي والأسري ضد الطفل. وجاء تجسيده تحت عنوان ''مواطنة وحقوق جميعا ضد العنف''، ويمتد على مدار 12 شهرا ويمس حوالي 18 مؤسسة تربوية بالعاصمة بالتعاون والشراكة مع وزارة التربية الوطنية وأكاديمية التربية والتعليم للجزائر العاصمة. وقد تدعم هذا البرنامج بتوفير جميع الوسائل البيداغوجية المتاحة عبر توزيع العديد من الملصقات والمطويات المنبهة إلى الظاهرة، بالإضافة إلى مشاركة جميع المعنيين الأساسيين من الأولياء والمربين والإداريين والمراقبين في الوسط التربوي والمهتمين للحد من انتشار الظاهرة، وقد سمح هذا المشروع بتناول مواضيع حول حقوق الطفل والمواطنة، إضافة إلى قيامنا بأنشطة لها علاقة بموضوع الطفل في محطات ثقافية اجتماعية وتربوية. ''شبكة ندى'' تطلق مشروعا للتكفل بالأطفال اللاجئين أفصح السيد ''عرعار عبد الرحمن'' رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل عن آخر مستجدات الشبكة المتمثلة في التكفل بالأطفال الأفارقة اللاجئين في المدن الحضرية الجزائرية، بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين، حيث قدر المتحدث عددهم بنحو أكثر من 200 طفل، لذلك فقد أكد لنا رئيس الشبكة بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين في منح هؤلاء الأطفال الحق في العيش كغيرهم من الأطفال والتمتع بالرعاية الصحية الكاملة، مع خلق محيط جيد للأطفال وأسرهم بعيدا عن عالم المخدرات والاستغلال بصوره المختلفة، خاصة فيما يتعلق بتشغيل الأطفال وغيرها من المخاطر. كما أكد السيد ''عرعار'' أن المشروع أرادته الشبكة أن يكون إنسانيا بالدرجة الأولى، حيث يركز على حماية حقوق هذه الشريحة من الناس التي وصلت إلى الجزائر مجبرة فرارا من المعارك والحروب في بلدانهم الأصلية أو نتيجة للفقر المدقع، وهنا يأتي دور الشبكة وذلك لتحسين ظروف معيشة الأطفال تعاونا مع وزارة الخارجية التي تحاول دراسة كل ملف على حدة، وتتدخل شبكة ندى، وذلك في محاولة إدماجهم في المجتمع الجزائري لخلق جو من الثقة بين الطرفين ورعايتهم في مجال التعليم والصحة وإشراكهم في نشاطات ترفيهية وتثقيفية.