أكد الجعفري أمام جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت تحت عنوان »الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين نتيجة للأعمال الإرهابية« أنه بالرغم من الإقرار الدولي المتأخر بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يتبع بعضها إلى تنظيم القاعدة والتي ترتكب أفظع الجرائم في سوريا، فإن بعض الدول لا تزال مستمرة علنا في سياساتها الداعمة لهذه التنظيمات الإرهابية من خلال مدها بالمال والسلاح والتدريب وإصدار الفتاوى وتوفير الملاذ الآمن لها ودعمها سياسيا وإعلاميا. وأضاف السفير السوري أن دمشق قرعت ناقوس الخطر مرارا في مجلس الأمن ودعت للتبصر والحكمة وحذرت في مئات البيانات واللقاءات والرسائل الرسمية التي قدمتها للأمم المتحدة وأجهزتها خلال الأزمة في سوريا من مخاطر تدفق الإرهابيين إلى سوريا تحت مسميات هدامة مثل الجهاد المذهبي والطائفي والحرب المقدسة ضد النسيج الاجتماعي المتنوع الذي يميز الشعب السوري. وتابع المتحدث قائلا، إن الحكومة السورية طالبت الدول الداعمة لهذه الجماعات الإرهابية بالكف عن ذلك ودعت مجلس الأمن والجمعية العامة ولجان مكافحة الإرهاب لتحمل مسؤولياتها بهذا الشأن، إلاّ أأن دولا ذات نفوذ أحبطت اتخاذ أية إجراءات ملموسة لمكافحة الإرهاب الذي يمارس في سوريا، مؤكّدا أن هذه الدول ذات النفوذ في هذا المجلس قد حالت حتى دون إصدار 7 بيانات صحافية تدين عمليات إرهابية أودت بحياة مئات السوريين الأبرياء. وأكّد السفير السوري، أن التدخل الإقليمي والدولي في شؤون سوريا الداخلية والتغاضي عن انتهاكات بعض الدول لأبسط المبادئ التي قامت عليها ما يسمى بالشرعية الدولية صار مخجلا وأن استغلال الدم السوري لتنفيذ أجندات سياسية وإرهابية وشريرة وتدميرية أضحى فاضحا، ودعا إلى التعامل بشكل حاسم مع مسألة مكافحة الإرهاب في العالم. من جهة أخرى، انتقدت روسيا مبادرة عدد من الدول لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، واعتبرت الخطوة بأنها غير بناءة بالتزامن مع تعليق القنصلية الروسية لمهامها في مدينة حلب، أكبر المدن السورية، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أوردته وكالة »نوفوستي« للأنباء، أن موسكو تعتقد بأن المبادرة في غير موعدها وستأتي بنتائج عكسية لإنجاز المهمة الرئيسية في هذه اللحظة ووهي الوقف الفوري لإراقة الدماء في سوريا، وتابعت بأنها ستؤدي إلى تعقيد البحث عن طرق دبلوماسية وسياسية لتسوية الأزمة السورية. إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عن أمله في أن تكون روسيا جزءا من الحل بسوريا، وجاء ذلك عقب رفض روسيا إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفيما عبرت طهران عن ثقتها في إفشال »مخططات الأعداء« بسوريا، بدأت دمشق الثلاثاء توقيع بروتوكولات لمقايضة النفط مقابل الغذاء. وبشأن وجود آليات أو خطوات محددة قد تساهم بها الدول العربية لرحيل الرئيس السوري، أشار حمد إلى أن بشار الأسد يجب أولا أن يقرر الرحيل حتى يتم إيجاد الآلية المناسبة التي تحفظ له ولعائلته وأعوانه حقوقهم، ونبه إلى أن هذا الوضع يصعب كلما تأخر الوقت، وأوضح المسؤول القطري أن الحديث عن بحث ملجأ لبشار الأسد لابد أن يتم بناء على موافقة الشعب السوري أو من يمثله. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المرتبط بالمعارضة إن 83 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات يوم الثلاثاء في انفجارين بجامعة حلب إحدى أكبر الجامعات السورية في اليوم الأول من الامتحانات، وقال بعض الناشطين في حلب إن الانفجارين نجما عن هجوم للحكومة في حين اتهم التلفزيون السوري الرسمي إرهابيين بإطلاق صاروخين على الجامعة.