اشتبكت قوات فرنسية لأول مرة مع مقاتلين إسلاميين وسط مالي في حين أعلنت دول أوروبية أخرى أنها ستسهم لوجستيا في العملية العسكرية الجارية التي قد تطول أكثر من المتوقع. وقالت مصادر أمنية مالية وإقليمية إن وحدات فرنسية تخوض اشتباكات مباشرة مع المقاتلين الإسلاميين الذين يسيطرون على بلدة ديابالي القريبة من حدود موريتانيا, على مسافة 400 كلم شمالي العاصمة باماكو وأضافت المصادر ذاتها أن الجيش المالي موجود أيضا في البلدة التي سيطر عليها مؤخرا المتمردون وكانوا يسعون إلى الانطلاق منها جنوبا باتجاه العاصمة باماكو. وقبل تأكيد حدوث الاشتباك الأول كان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قال إن القوات الفرنسية -التي غادرت باماكو أمس- على وشك الاشتباك مع مقاتلين من حركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وأنصار الدين وكذلك من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على ديابالي وبلدات ومدن أخرى. واستولى مقاتلون يقودهم القيادي في قاعدة المغرب الإسلامي أبو زيد على مدينة ديابالي الاثنين رغم الضربات الجوية الفرنسية. ويمثل الاشتباك الذي حصل أمس في بلدة ديابالي بداية المعركة البرية التي قررت فرنسا خوضها بالتزامن مع الضربات الجوية لإبعاد خطر المتمردين عن باماكو بل وحتى طردهم من البلاد تماما مثلما قال وزير الدفاع الفرنسي. وغادرت عشرات المدرعات الفرنسية باماكو نحو الشمال كما غادر مئات الجنود الفرنسيين والماليين مدينة نيونو (350 كلم شمالي باماكو) إلى ديابالي على مسافة 50 كلم شمالا. وقال شهود إن تعزيزات فرنسية إضافية وصلت صباح أمس إلى وسط مالي. ويوجد نحو 800 جندي فرنسي في باماكو, وتخطط باريس لرفع عدد جنودها إلى 2500, وهي تعول على نشر سريع للقوة الأفريقية التي وصلت طليعتها إلى باماكو الأحد الماضي. وفي إطار العملية البرية، يتولى جنود فرنسيون وماليون تأمين جسر على نهر النيجر يبعد 120 كلم شمالي باماكو لقطع الطريق على الإسلاميين إذا حاولوا التقدم جنوبا. وكانت طائرات حربية فرنسية قد قصفت أمس ديابالي, لكن عددا غير محدد من المقاتلين الإسلاميين ظلوا في المدينة حتى اندلعت الاشتباكات اليوم. في هذه الأثناء، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس إن بلاده -وإن كانت الدولة الوحيدة التي تقاتل في مالي- تلقى دعما من المجتمع الدولي. وأضاف في كلمة ألقاها في باريس أن فرنسا تلقى دعما من الأوروبيين بالتوازي مع تعبئة من الأفارقة، في إشارة إلى قرار نشر قوة من دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا إيكواس في مالي خلال أيام على الأرجح. وتابع أنه ليس لفرنسا مصلحة في مالي غير الدفاع عن المبادئ وقال إن من سماهم الإرهابيين كانوا سيستولون تماما على مالي لولا التدخل الفرنسي. وبعد بريطانيا والولايات المتحدة, أعلنت ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا اليوم أنها ستساعد فرنسا لوجستيا بوسائل بينها طائرات نقل عسكري.