في إطار برنامج الإحتفال بالذكرى الخمسين لتأميم وتأسيس المسرح الوطني الجزائري المتواصل إلى غاية 8 فيفري القادم وضمن لقاءات موعد صدى الأقلام الذي يشرف عليه الشاعر عبد الرزاق بوكبة كان جمهور قاعة الحاج عمر بدار محي الدين باشطارزي على موعد أول أمس مع جلسة مسرحية مميزة شكل فيها نص » 132 سنة « للمسرحي الراحل ولد عبد الرحمان كاكي جوهر اللقاء الذي شارك فيه الدكتور أحمد حمومي تشريحا للنص فيما قرأ المخرج والممثل المسرحي عبد القادر بلكروي مقتطفات نادرة من النص الذي يعكس عبقرية الكاتب وتلمسه لمختلف الظواهر التي تغلف المجتمع الجزائري وهو ما أحال الجمهور إلى لحضات إنصات حقيقية تبرز حدس المبدع وقال الشاعر بوكبة أن نص 132 سنة لولد عبد الرحمان كاكي نصا مرجعيا في لمدونة المسرحية الجزائرية ومحمل بالرمزية . في البداية قرأ المسرحي عبد القادر بلكروي مقاطع من نص 132 سنة لرائد مسرح الحلقة ولد عبد الرحمان كاكي إبن مدينة مستغانم وحي تيجديت العريق حيث إكتشفنا قدرة وتمكن الكاتب من معرفة كواليس التاريخ وأبعاده فهو يمتلك معرفة تاريخية بالأحداث وأهم الشخصيات الجزائرية الثائرة وفي مقدمتها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر الذي تصدى للإستعمار الفرنسي وأسس جيشا كما يلج بنا النص إلى مراحل الكفاح والثورات الشعبية ومجازر ال8 ماي 1945 ومراحل الثورة التحريرية ويصف لنا جوانب من محاولات الفرنسيين لإدماج وطمس الهوية الجزائرية وزرع الخونة واستخدامهم لتحقيق أغراضها . وفي تشريحه لنص 132 سنة أشار الدكتور أحمد حمومي المختص في سوسيولوجيا المسرح وتاريخ المسرح من جامعة وهران أن العرض الأول لمسرحية » 132 سنة « 1963 بقاعة الأطلس حضره الثائر شيغيفارة وقال للرئيس الراحل أحمد بن بلة » إذا كان هذا مسرحكم فهو ناجح خاصة أنه مع بداية الإستقلال « وأضاف أحمد حمومي أن الراحل ولد عبد الرحمان كاكي كان وطنيا ولم ينحرط في أي حزب سياسي وكتب نصه 132 سنة باستعجالية وهي سمة مسرح مرحلة بداية الإستقلال حيث كان يتم كتابة وإخراج والتدريب على المسرحية في ظرف قياسي لا يتعدى أسبوع فقط ، وإن أخد كاكي قسطا من الوقت ونجح في ذلك لأنه كان ملما بالكثير من الجوانب التاريخية والسياسية للجزائر ويمتلك خزان ن المعلومات التاريخية لتي وظفها بذكاء لبناء نصه ضمنها تاريخ الحركة الوطنية كحزب الشعب وحركة إنتصار الحريات الديموقراطية وكان إبن مجتمعه وعلى معرفة بعقلية الشعب الجزائري وخطابه الشعبي حيث يشير في نصه إلى تسمية » الحاج هتلر« وهي عبارة متداولة شعبيا حينها كما يحيلنا إلى محطات الثورة في تفاصيل مفاوضات إيفيان بأجندتها وقال الدكتور حمومي أنه لو كان لراحل كاكي المزيد من الوقت لكانت مسرحية » 132 « أحسن بناءا رغم ذلك نجحت المسرحية لأنا إعتمدت على تقنية الفلاش باك ولا يوجد الملل بل تميزت بالسرعة في الأداء والحركية على الركح طيلة زمن العرض وأكد أن الراحل كاكي كان صارما ومنضبطا في إدارته لمشروعه مسرحي وينتقد بشراسة الأخطاء لأنه يطمح لتقديم همل متكامل ناضجا وأضاف الدكتور أحمد حمومي أن نص كاكي » 132 سنة « نص لم يتقادم بل مازال صالحا للحالة الجزائرية سنة 2013 حيث مازال المتطفلين وأصحاب الريع و المتاجرين بالعمل الإنتخابي لتحقيق مصالحهم الشخصية دون مراعاة الخدمة العمومية وأوضح المحاضر أن المؤلف المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي كان يرفض أن يوصف بأنه مدرسة في المسرح وإن كان يعرف جيدا المسرح وخباياه وكان يكتب وفي عينه رؤية إخراجية وأجاد إدارة الممثل مشيرا أن الرحل ولد عبد الرحمان كاكي الذي أبدع في المسرح الملحمي أعطى معنى مغاير وخاص للإقتباس حيث وظف منهج برتولد بيرخت التجريبي مع وظيفية ستان لافسكي لتتولد لديه رؤية خاصة ببصمته كما إقتبس الحكاية الشعبية وطعمها بالعجائبية و الغرائبية السحرية وأسس للغة شعبية دون وعي ولم يقل أنني أسستها لأنه كان يكتب بلغته الشعبية المتداولة يوميا وثقافته الشعبية هي التي أفرزت هذه اللغة وأكد لدكتور حمومي أن كاكي لم يغفل البعد الأمازيغي في نصه .