بلغت الأخطاء الطبيّة على مستوى المستشفى الجامعي لوهران، معدّلات لا يستهان بها، ظهرت جليّا عقب الشكاوى التي تتقدّم بها عائلات الضحايا والتي تصل إلى حدّ المتابعات القضائية في حالات الوفاة أو الإصابة بعاهة مستديمة. سجّلت إدارة المستشفى الجامعي، خلال السنة الجارية عدّة شكاوى رسمية من عائلات المرضى لأسباب موضوعية في غالبيتها، تتعلّق بحدوث أخطاء في الجراحة أو العلاج أو خلافات مع الأطباء أو رؤساء المصالح بالأجنحة، كما سجّلت العدالة من جانبها عدّة شكاوى ضدّ دكاترة متّهمين بالإهمال المتسبّب في إحداث الوفاة أو العاهة المستديمة، على غرار عائلة فتاة في ال 22 من العمر تدعى ع.جهيدة رفعت دعوى قضائية ضدّ رئيس مصلحة أمراض المعدّة والهضم بالجناح رقم 5 بالمستشفى الجامعي، حيث ورد في الشكوى أنّ البروفسور رفض معالجة المريضة وقبل بالإبقاء عليها بالجناح المشرف عليه على مضض بعدما تمّ توجيه شكوى لمدير المستشفى، إلاّ أنّ مكوثها بالجناح كان إقامة للمبيت والإطعام من دون أن تستفيد من أيّ علاج يذكر، وبعد 10 أيّام تدهورت حالتها الصحيّة ممّا استدعى نقلها إلى جناح الاستعجالات أين أجريت لها عملية جراحية طارئة ولفظت أنفاسها الأخيرة هناك، وقد وجّهت عائلة المريضة أصابع الاتّهام بالإهمال إلى البروفسور، معربة أنّها لن تسكت عن الأمر، وغير بعيد عن جناح أمراض المعدّة والهضم الذي يشتكي فيه العديد من المرضى، تتعالى أصوات آخرين بجناح التوليد الذي لا يعّد أحسن حالا إذ وفي حادثة أخرى أقدمت مؤخّرا امرأة تدعى ب.ش تبلغ من العمر حوالي 32 سنة، على إيداع شكوى بإدارة المستشفى الجامعي تتّهم فيها القائمين على مصلحة التوليد بالتفريط والإهمال المؤدّيين إلى فقدان جنينها، حيث ذكرت جهات مطّلعة أنّها كانت على وشك وضع جنينها بعد أن حانت فترة المخاض، غير أنّ تأخّر الطاقم الطبّي في التدخّل والشروع في عمليّة التوليد كان سببا في وفاة الجنين داخل رحمها. وهي الفاجعة التي أتّرث بعمق في نفسها مطالبة بردع ومعاقبة المتورّطين في وقوع الكارثة في حال ثبوت ذلك، كما شهدت خلال نفس السنة مصلحة الأمراض البوليّة احتجاجا من طرف أهالي المرضى الذين ندّدوا بتأخّر إجراء العمليات الجراحيّة لمرضاهم الذين يعانون في صمت، مثيرين استغرابهم من المبرّرات الواهيّة المقدّمة منها انعدام خيط الجراحة أوعدم توفّر أكياس الدم، أضف إلى ذلك حوادث لا تحصى كانت سببا في نشوب خلافات واعتداءات على المصالح الطبيّة بالسبّ والشتم.