استقبل المركز الاستشفائي الجامعي بوهران في الفترة الماضية الممتدة بين شهر فيفري إلى غاية سبتمبر المنصرم 14دعوى قضائية وشكاوى من مرضى وذويهم، تتعلق بالإهمال واللامبالاة من قبل الأطباء والممرضين وجهت في مجملها لمصلحة التوليد التي بات يطلق عليها ''المشرحة'' أو ''المذبح'' بسبب تزايد التهاون وكثرة الأخطاء الطبية بغض النظر عن الوضعية الكارثية التي تضع فيها الحوامل مواليدها والتي غالبا ما تكون على الأرض جراء قلة الأسرة بالإضافة إلى غياب النظافة وغيرها، حيث تنتشر العديد من الاضطرابات التي يكشف عنها زوار ذلك القسم. فلطالما قدمت شكاوى متعددة للمسؤولين، كان آخرها شكوى تقدم بها شاب يقطن بمنطقة الحاسي فقد هو وزوجته (ب• ح) 32سنة الجنين قبل ولادته وذلك بسبب تباطؤ التكفل الطبي بالحامل التي جاءها المخاض ولم يقم أحد من المسعفين أو الأطباء باصطحابها إلى قاعة التوليد، ما أفضى إلى خسارة ابنهما. وفي حالة سابقة توجه آخر بشكوى مماثلة ضد نفس المصلحة بسبب وفاة ابنه قبل ولادته ودخول الزوجة في حالة خطرة، ذلك نتيجة إصابتها بارتفاع في ضغط الدم، وبالمقابل قدمت لها أدوية دون أية تفاصيل حول كيفية تناولها، وهذا ما أدى إلى تأزم حالة المريضة وفقدها لمولودها. هذا إلى جانب العديد من الأخطاء الطبية المتفرقة التي أصبحت تحصد أرواح المرضى بشكل مستمر، حيث أنه أمر يثير الاستغراب أن يتقدم شخص للتداوي من مرض ما فيلقى حتفه هناك بسبب هفوة أو أن يخرج من المستشفى بعاهة مستديمة. وتجدر الإشارة إلى أن أقسام العمليات بالمستشفى الجامعي بثاني أكبر ولايات الوطن، ظلت عاجزة عن تقديم خدماتها للمرضى طيلة 3 أشهر بسبب الافتقار إلى خيط التقطيب بعد العمليات الجراحية، وهو ما رهن حياة المواطنين وأضحت حياتهم على كف عفريت بالمستشفى الجامعي بالولاية وهو أمر في مجمله عائد إلى التسيب المزمن الذي يعاني منه المركز، ويبين بشكل فاضح عجز الإدارة عن إحاطة كل أقسامها بأساسيات التي تضمن سيرا حسنا للعمل، بالنظر إلى أهمية القطاع في الحفاظ على الصحة العمومية.