سجّل المستشفى الجامعي بوهران، خلال السنة المنقضية، أزيد من 17 ألف و200 حالة إصابة بالسرطان أغلبها لدى النساء، بمعدّل يفوق 40 بالمائة من المرضى من الولايات المجاورة، بينما أحصى مركز علاج السرطان للأطفال أكثر من 5500 طفل يخضعون للعلاج. أرقام مخيفة أشارت إليها المصالح الطبية على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية بوهران، بخصوص الإصابة بداء السرطان القاتل وتفشيه بدرجة كبيرة خصوصا لدى النساء في السنوات الأخيرة، حيث أشارت مصالح المستشفى الجامعي إلى تسجيل أكثر من 17200 حالة إصابة تخضع للعلاج المتواصل والمئات من الوفيات سنويا بسبب استشراء المرض وعدم الكشف المبكر عنه للتمكن من علاجه. ويخضع أكثر من ألف مريض للعلاج الكيماوي، بإمكانيات متواضعة نظرا للضغط الكبير على المستشفى الجامعي لا سيما وأنّ أزيد من 40 بالمائة من المصابين هم من ولايات الغرب المجاورة والذين يتّم تحويلهم نحو المستشفى الجامعي رغم وجود مراكز للعلاج بالأشعة بها، وتخضع مصلحة الفحص والعلاج بالأشعة بالمستشفى الجامعي في هذه الفترة لأشغال التهيئة الأمر الذي جعل المرضى يعانون من متابعة العلاج في هذه الظروف، وهو المشروع الذي خصّص له 10 مليار سنتيم. كما سيتّم اقتناء أوّل جهاز كشف دقيق لمختلف أنواع الأورام والذي تقدّر قيمته بأكثر من 8 ملايير سنتيم، لتمكين الأطباء المختصين من معالجة المرضى. وحذّر الأطباء من الانتشار الكبير لداء السرطان على مستوى الجهة الغربية وارتفاع عدد الوفيات بسبب عدم الكشف المبكّر خصوصا فيما يتعلّق بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي، إذ تمّ تسجيل أزيد من 275 ألف حالة في سنة 2012 لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 إلى 44 سنة وهو سنّ الإنجاب، مؤكّدين أنّ هذا أصبح يصيب امرأة من بين كلّ ثلاثة نساء في الجزائر. واستقبل المستشفى الجامعي السنة الماضية 7200 امرأة تعالج من هذا الداء الخطير، زيادة على الحالات المشكوك فيها، أما فيما يتعلّق بسرطان الأطفال فقد أحصى مركز الأمير عبد القادر بمسرغين إصابة نحو 5500 طفل بالمرض ومتابعتهم للعلاج بالأشعة، من بينهم أطفال من ولايات الغرب، إذ تعاني عائلاتهم من مشقّة التنقّل ومصاريف العلاج نظرا لعدم وجود مراكز جوارية للعلاج. يجدر بالذكر أنّ حالات الإصابة بالسرطان، وصلت على المستوى الوطني 40 ألف حالة جديدة سنويا، ممّا رفع من قيمة فواتير استيراد الأدوية التي فاقت قيمتها 150 مليار سنتيم، مع تسجيل تذبذب في توزيع الأدوية ومعاناة المرضى جسديا ونفسيا بسبب غياب العناية البسيكولوجية. في انتظار تدشين مراكز جديدة هي قيد الإنجاز على غرار المركز الجهوي ببشار المخصص لولايات الجنوب الغربي والذي تقدّر ميزانية إنجازه بحوالي 600 مليار سنتيم.