عرف مرض السرطان نسبة إنتشار كبيرة في الآونة الأخيرة حيث رصدت مصلحة الأورام بالمستشفى الجامعي لوهران أكثر من 600 حالة مراجعة لمراكز علاج السرطان خلال السنة الجارية، أغلبيتها من النساء المصابات بسرطان الثدي حيث يحتل المرتبة الأولى و ذلك بتسجيل إصابة 228 إمرأة بهذا النوع وهو ما يعادل 30 بالمائة . فيما إحتل سرطان الأمعاء و القولون المرتبة الثانية ب 45 بالمائة ،أما سرطان الرئة إحتل المرتبة الثالثة ب 43 بالمائة أي بنسبة 5,6 بالمائة بالإضافة إلى سرطان المتانة و سرطان المعدة و الغدة الدرقية بنسبة 14 بالمائة . و الوتيرة لا تزال في التصاعد.تشتكي غالبية عائلات المرضى بمستشفيات وهران و مصالحها الطبية الخاصة بالأورام السرطانية من رداءة الخدمات المقدمة من طرف الأطقم الطبية، و السبب يرجع إلى عدة مشاكل يعاني منها قطاع الصحة في كل من مستشفى بن زرجب لعلاج الأورام السرطانية ،و مركز الأمير عبد القادر بمسرغين المتخصص في مكافحة السرطان. و لعل من أبرزها تعطل الأجهزة الطبية المستعملة على رأسها جهاز السكانير الذي يتطلب تصليحه تكاليف باهضة ،بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج لدى القطاع الخاص ، والاعتماد على نظام العلاج الكيميائي عوض العلاج عن طريق الأشعة ،أما أبرز عائق يحول دون شفاء المرضى من هذا الداء انعدام أكياس الدم ،وفقدان اللقاحات المسكنة للآلام لدى الصيدليات و في بعض الأحيان انعدامها في المستشفيات و هو ما يؤدي إلى نمو الداء و انتشاره في جسم المريض و بالتالي زيادة عدد الوفيات حيث تم تسجيل أكثر من 50 حالة وفاة في مصلحة السرطان بمستشفى مسرغين للأطفال و الوتيرة متصاعدة و مرعبة بمستشفى وهران.قد يكون سبب انتشار هذا الداء الفوضى الغذائية و الصناعية و التجارية حسب المختصين التي أدت إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة و التي يكون سببها في بعض الأحيان عدم وجود توعية صحية حديثة عن هذه الأمراض القاتلة و عدم وجود رقابة على المراكز الطبية و صالونات الحلاقة و المطاعم و المطابخ و الأفران و المحلات التجارية و المصانع و غيرها .هذه الفوضى التي نفقد بسببها أرواحنا و صحتنا تحتم و توجب قيام عمل جماعي شعبي و حكومي لوقف انتشار هذا الوباء الخفي و القاتل.