قال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، الوزير السابق عبد الرشيد بوكرزازة، إن الأفلان فقد في شخص المجاهد والمناضل عبد الرزاق بوحارة »رجل حوار ورجل إجماع بامتياز«، بل شدّد على أن الراحل كان بمثابة »مفتاح الحلّ« في »هذه الفترة العصيبة« التي يمرّ بها الحزب، مستذكرا »المواقف الجرئية« التي أبداها الرجل »دون أن يُخلّ بقواعد الانضباط ولا باستقرار الأفلان«. يستذكر عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرشيد بوكرزازة، الكثير من المواقف التي أبداها المجاهد والمناضل الراحل عبد الرزاق بوحارة طيلة مساره العسكري والسياسي وكذا النضالي باعتباره مناضلا من الرعيل الأول في صفوف الحزب العتيد. ويعود بذكرياته إلى سنوات طويلة جمعته عن قرب مع الفقيد الذي أبرز بأنه »كانت لديه قدرة رهيبة على التواصل كما كان متمكنا بشكل لافت على الاتصال في أيّ مجمع كان وتحت أيّ ظرف«. وبكثير من التأثّر يواصل الوزير السابق إفادته عن الراحل الذي قال إنه »كان يتواصل مع الجميع بسهولة وببساطة لكن الأهم أنه يبلّغ رسائله بأسلوب فريد ومتميّز«، وشدّد على أن بوحارة انفرد بكونه »عاش نظيفا ونظافة يده وفكره ليس فيها أية شائبة وهذا أمر مهمّ أكسبه احترام وتقدير الجميع خاصة وأنه كان أحرص الناس على إيصال رسالة نوفمبر إلى أجيال الاستقلال«. ويستجمع بوكرزازة في هذه الشهادة التي أدلى بها ل »صوت الأحرار«، مشاهد عن الكثير من اللقاءات التي نشّطها المجاهد الراحل عبد الرزاق بوحارة في كل مرة يتلقى دعوة من الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية »أشهد له بأنه لم يبخل علينا ولم يتردّد في أية مناسبة تاريخية أو فكرية ندعوه إليها. لقد كان بحق يتحدّى متاعبه الصحية أحيانا ويضع التزاماته المهنية جانبا لا شيء سوى ليكون حاضرا معنا ملبيا النداء فقط للإسهام بفكره ورأيه في قضايا تاريخية، وأرى أنه من الواجب في هذا الظرف الإقرار بهذا الصنيع لرجل كبير«. ومن الصفات التي حرص عضو اللجنة المركزية في الأفلان على إبرازها في شخص المناضل عبد الرزاق بوحارة أنه »إنسان متواضع بفكره وقيمه، لقد كان يُحسّ بأنّ الشباب جزء منه«، قبل أن يخوض في مواقفه تجاه قضايا حزبية تعنى حصريا جبهة التحرير الوطني عندما قال فيه: »بوحارة كان من المدافعين بقوة عن هوية الحزب حتى لا يتخلى عن شخصيته وأهدافه المرسومة في مواثيقه«، لافتا إلى أن الآراء التي أبداها بهذا الشأن »تؤكد أنه لا يقبل الانحراف في الأفلان«. وإذا كان عبد الرشيد بوكرزازة يُقرّ بأن الفقيد عبد الرزاق بوحارة كان ظاهريا يبدو »متعنتا« في الدفاع عن مواقفه حيال القضايا الحزبية إلا أن ذلك لم يؤثر على انضباطه »إنه قيادي منضبط بشكل رهيب، فهو شديد الاحترام لقواعد الحزب«، لافتا بالمناسبة إلى أنه »للأسف، لقد تم إغلاق الأبواب لمرات كثيرة في وجهه ومع ذلك لم يخرج عن قواعد الانضباط«. وكان مفاد الخلاصة التي قدّمها وزير الاتصال الأسبق عن المجاهد بوحارة، أنه »بتلك المواصفات كان يحتلّ مرتبة رجل الإجماع حتى لدى المتخاصمين، فالجميع كان مقتنعا بنضاله ونزاهة فكره وأنه مفتاح الحلّ في الأزمة التي يمرّ بها الحزب من اجل قيادته إلى برّ الأمان خلال هذه الفترة العصيبة«، ليختم كلامه بالقول: »رغم إيماننا المطلق والكامل بالقضاء والقدر إلا أننا لا زلنا مصدومين لأن عبد الرزاق بوحارة رحل عنّا في وقت حسّاس جدا لأننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى رجل بمقامه«.