أوضح الأستاذ الجامعي في التاريخ لحسن زغيدي، أمس، أن التفجيرات النووية السرية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية والتي أطلق عليها اسم »اليربوع الأزرق« كانت تمثل رمزية التعاون الإسرائيلي الفرنسي، مشيرا إلى أن العملية فضحتها وزارة الدفاع الأمريكي التي اكتشفت بأن الإشعاعات دخلت شرق ليبيا. ذكر زغيدي خلال الندوة التاريخية حول »الأشعة النووية وانعكاساتها على الإنسان والمحيط« و التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع مركز »الشعب« للدراسات الإستراتيجية »الشعب«، بمسار التفجيرات النووية عبر العالم، وقال إن أول عملية شهدتها اليابان بناكازاكي وهيروشيما بتاريخ يومي06 و09 أوت ,1945 مضيفا أن العالم دخل مرحلة جديدة من الحرب الباردة والتسابق نحو التسلح النووي. وأشار الأستاذ لحسن زغيدي إلى امتلاك الاتحاد السوفياتي وبريطانيا للقنبلة الذرية ليتكون النادي النووي، موضحا أن ديغول راوده الانضمام إلى هذا النادي منذ سنة 1945 ولهذا قام بإنشاء معهد الدراسات النووية الفرنسية الذي أشرف على إجراء بحوث من 1945 و.1951 وأكد الأستاذ أن فرنسا اختارت منطقة رقان والحمودية نظرا لشساعة المنطقتين ومناخهما، وكشف عن تجهيز شبه مدينة علمية تقنية تتكون من 6500 فرد منهم علماء، تقنيين، إداريين وجنود فرنسيين لحراستهم و3500 من الجزائريين منهم المسجونين أو عامة الشعب لبناء هذا المفاعل النووي، مشيرا إلى أنه بمجيء ديغول طلب الملف النووي من طرف معهد الدراسات العلمية التي أخذت عدة خطوات فيه وقررت المباشرة في عملية التفجير بعد ثلاث سنوات أي في الثلاثي الأول من سنة ,1960 خاصة أنه كان هناك تعامل فرنسي إسرائيلي لبناء مفاعل »ديمونة«. وأضاف زغيدي أن الجنرال شارل ديغول عجل بضرورة القيام بهذه التفجيرات التي اختير لها التوقيت المناسب لتنفيذ العملية، وأشار إلى أن سنة 1958 كانت ميدانية عسكرية لاستكمال خطي شال وموريس، وهذا الفشل أدى إلى انقسام داخلي بين مؤيد ومعارض لديغول الذي لم يستطع السيطرة على الثورة رغم غلقه لكل المنافذ الشرقية والغربية، موضحا أن التفجيرات كانت سرية وأطلق عليها اسم »اليربوع الأزرق«التي تمثل رمزية التعاون الإسرائيلي الفرنسي، موضحا أن تلك العملية فضحتها وزارة الدفاع الأمريكي التي اكتشفت بأن الإشعاعات دخلت شرق ليبيا، وقد تزامنت ذلك مع زيارة الرئيس الأمريكي لفرنسا الذي لم يكن راضيا بما فعله ديغول نظرا للانعكاسات السلبية للتفجيرات النووية. من جانبها، طالبت رئيسة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان حميدة كتاب، بضرورة توعية سكان المناطق الصحراوية التي شهدت التفجيرات النووية الفرنسية، والتكفل بالضحايا وتشخيص كل الأمراض، مسجلة 18 نوعا من الأمراض السرطانية على غرار سرطان الغدة الدرقية، الرحم و الثدي.