دعا مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أطراف الصراع في سوريا، إلى بدء حوار جاد في مقرّ للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي على الأقل إلى فتح باب للخروج من الأزمة. ● أعرب الإبراهيمي على هامش مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، من العاصمة المصرية القاهرة، أمس، عن أمله في أن تجتمع المعارضة ووفد من الحكومة السورية في مقر من مقرات الأممالمتحدة كبادرة أولى قد تكون بداية للوصل إلى انفراجة في الأزمة التي تتخبط فيها سوريا منذ ما يقارب العامين والتي خلفت أكثر من 70 ألف قتيل. هذا واعتبر مبعوث السلام إلى سوريا، مبادرة رئيس الائتلاف الوطني المعارض، معاذ الخطيب، على أنّها تفتح بابا للحلّ وتمثّل تحدّيا لدمشق التي شدّدت مرارا استعدادها للحوار والحل السلمي، بينما جدّد العربي أنّ حلّ الأزمة يأتي عبر عملية سياسية كما طرحها الإبراهيمي، وهو أن تبدأ المعارضة والنظام الحوار. من جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية عن فيليب دون، وزير الدفاع البريطاني، قوله إن حكومة بلاده ترى أنّ رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح ضرورة لتفادي التدخل العسكري، مشيرا إلى تردّي الأوضاع وتفاقمها في سوريا وارتفاع عدد الضحايا واللاّجئين السوريين. ووصف المتحدّث في تصريحات صحفية مساء أمس الأول، خلال مشاركته في مؤتمر حول الدفاع بالخليج عقد في أبو ظبي الإماراتية، ما يحدث في سوريا بالمأساة، وطالب النظام في دمشق بأن يدرك حجم الوضع الذي آلت إليه سوريا، وقال دون إن بريطانيا تحتفظ بكل الخيارات لكنها ترغب أن يحدث تغير في سوريا من الداخل ومن خلال دعم مجموعات المعارضة لإيجاد الظروف المناسبة للتغيير دون اللجوء إلى التدخل العسكري. ومع تواصل الضّغوطات الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اتهمت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة القوات المسلحة السورية ومجموعات أخرى مرتبطة بالأسد، بارتكاب جرائم حرب، وأكدت أن جرائم حرب ترتكب من جانب قوات الرئيس الأسد. واعتبرت بيلاي، في تصريح لها أول أمس، أن الأسد مسؤول عن هذه الجرائم، داعية مجلس الأمن للّجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث جدّدت بذلك دعوتها بإحالة ملف النزاع السوري من مجلس الأمن الدولي إلى المحكمة الجنائية، حتى تجري الأخيرة تحقيقا بشأن الجرائم التي تحدّثت عنها، ولم تتوان بيلاي أيضا، في اتهام المجتمع الدولي بالتردّد إزاء التدخّل في سوريا، قائلة إنّ الحكومات تتساءل عن جدوى الانخراط في حرب قد تطول كثيرا، ودعت إلى تحرّك فوري. وفيما تعلّق بتطورات الوضع الميداني في الداخل السوري، قال المجلس الوطني السوري المعارض، إنّ حزب الله اللبناني شنّ هجوما مسلحا على قرى وسط سوريا، معتبرا الأمر تهديدا خطيرا للعلاقات السورية اللبنانية والسلم والأمن في المنطقة. وحمّل المجلس في بيان له أمس، الحكومة اللبنانية مسؤولية وصفها بالسياسية والأخلاقية، للعمل على ردع هذا العدوان، موضحا بأن عناصر من حزب الله قامت بهجوم بأسلحة ثقيلة على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، ناهيك عن تهجير مئات منهم وخلق أجواء من التوتر الطائفي في المنطقة. وعلى صعيد مواز، كشفت تقارير إعلامية أمس، عن انشقاق نحو 700 جندي بينهم 50 ضابطا عن نظام الأسد، وذكرت المصادر إن نحو 650 جنديا بينهم 50 ضابطا انشقوا في ريف دمشق بعد تصاعد وتيرة العنف في سوريا واحتدام المعارك بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة قرب ثلاثة مطارات في حلب وريف دمشق.