أقر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمى اليوم الاثنين "بصعوبة مهمته" في سوريا مؤكدا على ضرورة التوصل إلى صيغة ترضي كافة الاطراف لوقف أعمال العنف وحقن الدماء. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام اجتماع بينهما بمقر الجامعة العربية" أدرك تمام الإدراك بان المهمة صعبة جدا الا اننى رأيت انه من حقي أن أحاول قدر المستطاع بان أقدم مساعدة للشعب السوري". ورفض الابراهيمي الكشف عن عناصر خطة تحركه للتعامل مع الأزمة السورية مؤكدا أن ذلك يأتي حرصا على نجاحها لأنه يدرك أن المهمة "صعبة جدا". وأعلن انه سوف يزور دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة للقاء المسؤلين السوريين معبرا عن أمله في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة. من جانبه قال العربي إن مهمة الابراهيمي بسوريا "اشبه بالمستحيلة خاصة وان الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ" مضيفا ان "الابراهيمي وهو ينطلق لحل الازمة السورية غير ملزم باي اطر سابقة ولديه الحرية في البحث عن افكار جديدة لانهاء الازمة". وتحدث الامين العام للجامعة العربية في هذا الصدد عن "وضع جديد ومنحى جديد" لمهمة الابراهيمي قائلا إن "الرجل يرغب في وقت ولا يرغب في ان يكون محددا بشيء معين". وفي إطار الدعم الاممي لمهمة الابراهيمي في حل الازمة السورية حث الامين العام للامم المتحدة بان كى مون المجتمع الدولى على دعم المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية فى مهمته لتسوية الازمة السورية المتواصلة منذ قرابة 19 شهرا على خلفية مطالب للمعارضة بتنحى نظام الرئيس بشار الاسد. وحذر الامين العام للامم المتحدة فى كلمته التى ألقاها خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان فى جنيف اليوم مجلس حقوق الانسان من أن "استمرار اللجوء للعنف بين أطراف النزاع فى سوريا وعدم التوجه إلى حوار بين كافة الاطراف يعطل أي عملية إنتقالية فى البلاد". بدورها أكدت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم الاثنين أن طرفي الصراع في سوريا "ينتهكان حقوق الإنسان". وأكدت بيلاي في كلمة لها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية الذي يضم 47 عضوا أن أفعال الحكومة السورية قد تصل إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وقالت أن "استخدام الحكومة للأسلحة الثقيلة وقصف المناطق الآهلة أسفرعن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وعمليات نزوح كبيرة للمدنيين داخل وخارج البلاد وأزمة إنسانية مدمرة". كما أعربت عن قلقها من "الانتهاكات التي ترتكبها القوات المعارضة للحكومة ومنها القتل والإعدام خارج ساحات القضاء والتعذيب إلى جانب الزيادة التي حدثت مؤخرا في استخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع". وقد صوت مجلس حقوق الإنسان مرارا لصالح إدانة الحكومة السورية بسبب تعاملها إزاء ما بدأ كاحتجاج سلمي ضد الحكومة وتحول إلى حرب أهلية غير أن روسيا والصين صوتت باستمرار ضد قرارات المجلس. من جهة أخرى أشارت مصادر ديبلوماسية مطلعة إلى أن اجتماع مساعدى وزراء خارجية تركيا , إيران , السعودية ومصر (أطراف المبادرة الرباعية لحل الأزمة السورية) سيتم فى وقت لاحق اليوم بالقاهرة لبحث وجهات النظر حول تطورات الأوضاع فى سوريا والسبل الكفيلة بوقف حمامات الدم وتحقيق تطلعات الشعب السورى. وعلى الصعيد الامني قتل ما لا يقل عن 140 شخصا خلال أعمال العنف التي شهدتها عدة مناطق سورية أمس الأحد معظمهم في ريف دمشق وحلب ودرعا ودير الزورحسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين. وذكر المرصد أن "انفجارات عدة هزت أحياء بستان القصر والفيض والزهراء والجميلية في مدينة حلب بينما تعرضت أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والشعار والكلاسة والإذاعة والحيدرية للقصف من قبل قوات النظام. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011 احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت حتى الآن عن مقتل أزيد من 26 ألف شخص بين مدنيين وعسكريين حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتلقي السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"الجماعات المسلحة" المدعومة من الخارج فيما تتهم المعارضة السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.