أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، عمار بلاني، الجزائر ليست وحدها التي مازالت تؤمن بالحل السياسي لتسوية النزاع في مالي، وإنما هو موقف يحظى بتوافق المجموعة الدولية التي اقتنعت بأنه لا بديل عن الحوار السياسي، كما تطرق بلاني إلى محاكمة المعتقلين الصحراويين بالمغرب والتي قال إنها لم تكن عادلة ولم تجر وفق الأعراف والمعايير المعمول بها دوليا، أما فيما يتعلق بالملف السوري جدد موقف الجزائر الرافض لأي تدخل في الشؤون السورية. قال عمار بلاني، في حديث لموقع »كل شيء عن الجزائر«، إن الجزائر ليست وحدها التي مازالت تؤمن بالحل السياسي لتسوية النزاع في مالي، وإنما هو موقف يحظى بتوافق المجموعة الدولية التي اقتنعت بأنه لا بديل عن الحوار السياسي، وهو القادر على تقديم رد نهائي لكل الأسباب العميقة التي كانت وراء الأزمة الأمنية في مالي، جراء بروز جماعات متمردة بطريقة دورية في شمال مالي. وفي هذه الحالة فإن الأمر يتعلق بالاستجابة للمطالب الشرعية واهتمامات سكان شمال مالي، وعليه فإن السلام يمر بالضرورة عبر الحوار السياسي وتنمية هذه المناطق النائية والقاحلة، مع العلم أن موقف المجموعة الدولية حول الحل السياسي يتوافق ولائحة رقم 2085 لمجلس الأمن.وفي هذا السياق أوضح بلاني، أن هذه اللائحة الأممية تدعو السلطات المالية الانتقالية أن تحضر الأرضية وبسرعة للحوار السياسي مع كل الأطراف المعنية بالصراع في شمال هذا البلد والتي قطعت كل صلاتها بالجماعات الإرهابية، والتي تقبل ودون أي شروط ضمان الوحدة الترابية لدولة مالي، مذكرا أن خارطة الطريق التي تم تبنيها في 29 جانفي الفارط من طرف الجمعية الوطنية المالية قد وضعت ضمن أولوياتها وبطريقة صريحة بند خاص بإنشاء لجنة وطنية للحوار والمصالحة، والتي سيتم تنصيبها عمليا خلال شهر فيفري الجاري وسيتم توسيع تشكيلتها لتضم كل ممثلي السكان في شمال مالي.وفي رده عن سؤال خاص بمدى شرعية حركة أنصار الدين، أكد بلاني، أن هذه الحركة التي تريد أن الحركات التي تريد ضرب وحدة مالي أو تختار الإرهابيين كمل لها للتعاون معهم، سيتم إقصاؤها من الحوار السياسي، وكما تعلمون -يقول المتحدث- فإن الجزائر قد أدانت الهجوم الذي شن ضد مدينة كونا وترى أن كل الجماعات التي شاركت في هذا الاعتداء ومن بينها حركة أنصار الدين ورئيسها أغا غالي، هي جماعات إرهابية يجب التعامل معها على هذا الأساس. وعلى صعيد آخر تحدث بلاني، عن الصحراويين الذين تم محاكمتهم بالمغرب، حيث أكد في هذا الصدد، أن الجزائر تابعت باهتمام هذه المحاكمة، والتي انتهت بأحكام ثقيلة في حق هؤلاء الصحراويين مما أثار ردود فعل عديدة لا سيما على مستوى المحافظة السامية لحقوق الإنسان لمنظمة الأممالمتحدة، وكما تعلمون فإن ردود الفعل هذه قد حظيت بالإجماع وأكدت أن هذه المحاكمة لم تجر وفق المعايير الدولية المتعامل بها وأنها لم تكن عادلة. وفي الملف السوري، اغتنم بلاني الفرصة لتوضيح موقف الجزائر مجددا والذي قال، إن كثير من المغالطات تشوبه بسبب ما تدعيه بعض الأطراف ، وعليه فقد أكد أنه كما كان الأمر بالنسبة لليبيا، تونس ومصر، فإن الجزائر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ولكن هذا لا يعني أنها تؤيد نظام بشار الأسد، الجزائر لديها علاقات دولة لدولة مع سوريا وتبقى مخلصة لتوجهاتها، فهي تعترف بالدول وليس بالأنظمة.وأضاف أن النظام السوري يكون قد فقد مصداقيته بسبب تعا طيه مع الإصلاحات التي تضمن مخرجا للأزمة المتواصلة وذلك عن طريق الحوار مع القوى الوطنية للتعبير عن التطلعات الشرعية للشعب السوري، مشيرا أن وزير الخارجية مراد مدلسي شارك في كل اجتماعات فريق أصدقاء الشعب السوري، فيما حيا بوادر استجابة الحكومة في سوريا إلى لغة الحوار وأن الجزائر تشجع هذه المبادرة التي يجب أن تتم تحت سلطة جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة .