تفاءلت عائشة باركي، عضو مجلس الأمّة ورئيسة جمعية »إقرأ«، خيرا بما حقّقته المرأة الجزائرية من مكاسب، نظرا لاكتسابها » حزما وإرادة ناجمة من رغبتها الصّادقة النابعة من وعيها بمدى فاعلية تعلّمها« في إشارة إلى هبّ النساء نحو مدارس محو الأمية التابعة لجمعيتها البالغ عددها 4400 قسما، موزّعة عبر التراب الوطني، والتي نجحت منذ 1983 في محو أميّة1,5 مليون مواطن من بينهم مليون وأربعمائة ألف امرأة. لتنوير الرّأي العام حول وضعيّة النساء من حيث محو أميتهنّ، استقينا المعلومة الدّقيقة من الرائدة في مجال محاربة الأمية طيلة عقدين من الزّمن، عائشة باركي رئيسة جمعية »إقرأ«، حيث عبّرت عن تفاؤلها بخصوص نجاح برنامج محو الأمية وسط المواطنين وخاصة النساء، بل وراحت تؤكّد انخفاض نسبتها إلى 14,5 بحلول عام 2015 وبذلك تكون الجزائر حسبها جسّدت التزامها بتخفيض نسبة أميتها بحلول ذات السنة. باركي التي كشفت أنّ نسبة الأمية حاليا 19,1 فيما كانت في حدود 22,1 سنة 2008 بمعدّل 15,9وسط الرجال و 28,9 وسط النساء، تفاءلت خيرا بانخفاض نسبتها إلى 14,7 سنة 2015 مستندة إلى نتائج دراسة حديثة ودقيقة أعدّتها الجمعية، أرجعت ذلك لجهود الدّولة الحثيثة لمحو الأميّة، من خلال برامج مسطّرة في إطار الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، وكذا تخصيص ميزانية لمحو الأمية وتوفير التعليم المجّاني للجميع، »الرئيس سخّر ميكانيزمات لمحو الأمية، منها تبنّي الاستراتيجية الوطنية لمحو الأميّة، التي سخّر لها 53 مليار دج« مضيفة أن وزير التكوين المهني أعلن عن التكفّل التّام بالأطفال غير المتمدرسين، بإدماجهم في مجال التكوين المهني، بينما أدمجناهم نحن في مجال محو الأميّة، تقول عائشة باركي معتبرة الخطوتين مكسبين هامّين يجب المحافظة عليهما. تغلغل الأمية وسط النساء رغم الجهود الرامية لمحاربتها، وعدم وجود تمييز بين الجنسين في التعليم، أرجعته محدّثتنا إلى »تراكمات«الفترة الاستعمارية التي خل|فت 85 بالمائة من الشعب أمّي، وكذا مخلّفات العشرية السّوداء، حيث أحرقت 1200 مدرسة، نتاجها عدم تمدرس الكثيرين وخاصة الفتيات. جمعية »إقرأ« التي ناضلت في مجال محو الأميّة خاصّة وسط النساء، كشفت باركي أنها نجحت طيلة عقدين من زمن تأسيسها، أي ما بين سنتي 1983 إلى سنة 2012 في محو أميّة أكثر من 1552000 مواطن من بينهم مليون وأربعمائة ألف امرأة ، مقابل محو أميّة 130 ألف مواطن خلال السنة الجارية لوحدها »كل سنة نستطيع محو أميّة ما بين 140 ألف إلى 150 ألف مواطن، معظمهم نساء، عبر 4400 قسم وثماني مراكز، يؤطّرها 4500 معلّم، إلى جانب الحرص على التعليم عن بعد للكثيرين« تضيف باركي، مشيرة إلى مساهمة الجمعية بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني في تثقيف وتوعية النّساء أيضا من خلال مراكز خاصة لتلقين فنون الخياطة، النسيج، الحلاقة، الإعلام الآلي وغيرها من الأنشطة الهادفة. وبخصوص دافع النساء وراء إقبالهن على المراكز لمحو أميّتهن، أرجعته باركي لرغبتهنّ الجامحة في التعليم لوعيهنّ بمدى تأثيره على حياتهنّ وعلى أسرهنّ، وكذا رغبتهنّ الجامحة في قراءة القرآن وزيارة بيت الله، ولطموحات نحو الأفق كثيرة تلك التي تطمح المرأة اليوم لتحقيقها أكثر من أيّ وقت مضى حسب رئيسة جمعية »إقرأ«.