وقعت وزارة التكوين والتعليم المهنيين والجمعية الوطنية لمحو الأمية ''إقرأ'' أمس اتفاقية إطار للشراكة من أجل محو أمية المتكونين في بعض الاختصاصات التي لا يتطلب الدخول إليها مستوى دراسي كالخياطة، الزراعة، الطبخ، والبستنة وذلك في إطار برنامج ''الأمية والتأهيل''. وتم التوقيع على هذه الاتفاقية من طرف السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية ''إقرأ'' ومديرة التكوين المتواصل والشراكة والعلاقات الخارجية بوزارة التكوين والتعليم المهنيين السيدة شرقون عقيلة بحضور رئيس ديوان وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد عين بعزيز محمد. وتسمح هذه العملية التي تم تسميتها ''محو الأمية والتأهيل'' للذين لم تسمح لهم الظروف بالدراسة في المؤسسات التعليمية فالتحقوا بمؤسسات التكوين المهني ضمن شريحة ''دون مستوى'' لتعلم إحدى الحِرف بمحو أميتهم بالمراكز التي يتابعون فيها تكوينهم مما يمكنهم في الأخير من الاندماج في الحياة الاقتصادية للمجتمع. ومن جانبها ذكرت ممثلة الوزارة أنه تم هذه السنة اعتماد تخصصات جديدة لإتاحة الفرصة أيضا لتوظيف أشخاص بدون مؤهلات الذين يستفيدون بموجب الاتفاقية من فترة تكوين بقطاع التكوين المهني لتعلم حرفة تسمح بإدماجهم في سوق العمل من خلال جهاز القروض المصغرة. وسيمكن هذا النمط الجديد من التكوين من تكوين هذه الفئة لمدة 12 شهرا تخصص ال 6 أشهر الأولى منها لمحو الأمية و6 أشهر الأخرى للتأهيل. وتنص الاتفاقية على ضمان دروس محو الأمية للمتكونين من طرف مكوني الجمعية الوطنية لمحو الأمية إقرأ ووضع تحت تصرفهم كتب خاصة بمحو الأمية إضافة إلى متابعة وتقييم دورات محو الأمية التي تنتهي في الأخير بتسليم شهادات التأهيل المهني. كما تقضي بتنظيم حملات تحسيسية قصد استقطاب وتسجيل أكبر عدد ممكن من المترشحين مع التأكيد على تحويل لفائدة المتكونين كافة الوسائل المادية والبشرية والبيداغوجية من أجل تحقيق هذا الغرض. طالبت رئيسة الجمعية الوطنية لمحو الأمية ''اقرأ'' السيدة عائشة باركي بجعل شهادة محو الأمية كشرط أدنى للتأهيل المهني للراغبين في ذلك بهدف تقليص نسبة الأمية في الجزائر. وأوضحت السيدة باركي خلال حفل التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين جمعيتها ووزارة التكوين المهني أمس أن هذا المطلب جاء بعد التأكد من أهمية التأهيل في خلق مناصب شغل جديدة مشيرة إلى أن التكوين الحالي بالنسبة لعدة تخصصات كالطبخ والخياطة وغيرها يتم دون شرط المستوى الدراسي أو معرفة القراءة والكتابة وهو ما ''يقوي الأمية في وسط الشغل''. وأكدت المتحدثة على أن برنامج محو الأمية التأهيلي الذي يعتبر جزء من الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية أصبح يمثل الآلية الصحيحة للتكفل بالأمية في الوسط الريفي خاصة في صفوف النساء. وحول هذه الإستراتيجية دعت رئيسة جمعية ''إقرأ'' السيدة عائشة باركي إلى مراجعتها وإخضاعها لتقييم شامل من أجل تدارك النقائص التي تشوب تجسيدها على أرض الواقع والتي تهدد نجاحها في الآفاق المحددة لها أي 2015 داعية في هذا الإطار إلى إجراء تقييم شامل لها. وترى السيدة باركي أن النسبة الحالية لتفشي الأمية في أوساط الجزائريين والمقدرة بنحو 22,1 بالمائة تبقى نسبة مقلقة على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال وهي تعكس مقدار تغلغل هذه الظاهرة في المجتمع مما يستدعي تفعيل الطرق الكفيلة بالتسريع من وتيرة العملية. ودعت المتحدثة بالمناسبة إلى بذل مجهودات أكبر حتى يتسنى تقليص نسبة الأمية إلى 10 بالمائة مع مطلع 2015 بإدماج 3 ملايين و100 ألف أمي في أقسام محو الأمية من مجموع 6,2 ملايين مواطن يعانون حاليا من هذه الظاهرة بالجزائر. كما أوضحت السيدة باركي أن الجمعية تعمل حاليا في ذات الإطار على الاتصال بمختلف المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة لفتح أقسام دراسية لفائدة شريحة العمال الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة.