أبرزت، أمس، رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ''، أن الجزائر لا تزال في مصاف الدول التي تستفحل فيها ظاهرة الأمية، باعتبار أن نسبة تفشي الظاهرة تقدر ب 22.1 %، أي ما يعادل 06 ملايين مواطن من تعداد السكان، وهي النسبة التي وصفتها رئيسة الجمعية بالمرتفعة مقارنة بالجهود المبذولة في هذا المجال. حيث تشير الأرقام المقدمة إلى تسجيل نسبة أمية تقدر ب 8, 29 % وسط النساء، بينما تبلغ نسبتها وسط الرجال 5, 15%، في حين بلغ عدد المسجلين في أقسام محو الأمية السنة الجارية 145 ألف مواطن· وأكدت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية، عائشة باركي، خلال افتتاحها لأشغال الدورة العادية للجمعية العامة السادسة بمعهد التكوين والتعليم المهني بالأبيار، قصد عرض حصيلة تقييمية لنشاطها وتقديم مخطط العمل المعتمد للسنة المقبلة، أن نسبة الأمية شهدت تراجعا نسبيا، حيث بلغت سنة 1990 ما يعادل 3, 43%، و 90, 31% سنة ,1998 لتستقر بعدها في 1, 22%، مما يستدعي اللجوء إلى تبني استراتيجية وطنية للحد من الأمية للوصول مطلع سنة 2015 إلى نسبة لا تتعدى 10 %، والاعتماد على خطوة عمل تتمثل في ''إقامة شراكة مع مؤسسات الدولة لتقوية المكتسبات والوصول إلى تقييم جاد لواقع الأمية''، وقالت إن برنامج الجمعية المعتمد ساهم في تحرير أزيد من 858 ألف مواطن من الجهل والأمية من بينهم 750 ألف امرأة· هذا، وطالبت بتصنيف الجمعية في قائمة الجمعيات التي ساهمت في بذل المجهودات الرامية إلى القضاء على هذه الآفة التي تنخر كيان المجتمع، مشيرة في حديثها إلى أن الجزائر تعد ثاني دولة في إفريقيا تتكفل بتمويل نشاطات محو الأمية· ووصف وزير التكوين والتعليم المهنيين، الهادي خالدي الأرقام ب ''المخيفة'' في ظل العجز المسجل في التخلص من الأمية الأبجدية، خاصة مع التطورات التكنولوجية الحاصلة، مستدلا في حديثه عن ذلك بتعريف منظمة اليونيسكو للأمية، منتقدا غياب الدور الفعال لما يفوق 200 ألف جمعية معتمدة من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مشيرا إلى أن اهتمامها غالبا ما يرتكز على المطالبة بالمقر والدعم المادي· كما أعرب الوزير عن دعمه ومساندته لجمعية ''اقرا'' باعتبارها من الجمعيات الناشطة التي ساهمت من خلال النمط الجديد المتمثل في محو الأمية والتأهيل، معلنا بذلك عن مساهمة الوزارة في طبع الكتب التي تصدرها الجمعية والموجهة لفئة الأميين· 3أسئلة إلى عائشة باركي (رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'') بحكم أن الجمعية الجزائرية لمحو الأمية تتبنى هدفا أساسيا يتمحور في القضاء على آفة الأمية، فيما يتمثل برنامجها لتكريس هذا الهدف؟ أولا أريد أن أشير إلى أن الجمعية تبنت خطة عمل طموحة تتضمن برنامجا يرتكز على محاور تتمثل في الاعتماد على العمل التحسيسي التوعوي، يليها تجنيد المتطوعين والمنخرطين في الجمعية بناء على ما هو موجود في الميدان وفقا لما يسمح لنا بتمكين أكبر عدد من المواطنين الأميين من إتقان الكتابة والقراءة، كما أننا سنسعى من خلال الإستراتيجية الوطنية إلى خفض نسبة الأمية التي تنتشر في أوساط النساء، ولكن بفضل برامج الدعم الريفي ومشاركة الدولة، سنصل إلى تسجيل نسبة أقل من الأمية· هل وجود ظاهرة التسرب المدرسي يعد عائقا أمام مخطط محو الأمية الذي تتبناه الجمعية؟ أريد أن أؤكد أن نشاط الجمعية الجزائرية لمحو الأمية يتمحور أساسا حول المساهمة في القضاء على الأمية، بحكم أنها مهمتنا الأساسية في الجمعية وشعارنا يلخص ذلك، وأقسام محو الأمية مفتوحة لكل الشرائح، مما يعني أن وجود تسرب مدرسي لا يمنعنا من إيقاف نشاطنا الهادف إلى انتشال هذه الفئة من المواطنين من ظلمات الجهل، وإنما يمكن إدماج هذه الفئة في أقسامنا· ذكرتم أن نسبة الأمية بلغت , 22.1 % ما هي الطريقة المثلى للحد منها؟ لابد أن أشير إلى أننا نسعى للقضاء على الأمية التي تمس 06 ملايين مواطن، وأعتقد أن انخراط الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' في بناء قدرات تكوينية، هي الطريقة الصحيحة لرفع التحديات، وإيمانا منها أنها تأسست لفائدة العباد والبلاد، ويتجسد ذلك من خلال توسيع دائرة التعاون مع المؤسسات والهيئات المعنية·