بين الانتهاكات المغربية ومقاومة الشعب الصحراوي والجهود الأممية والتضامن الدولي، وتواطؤ بعض الدول الكبرى في مجلس الأمن، وزن السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي في ندوة »ضيف التحرير« القضية الصحراوية في ظل المعطيات التي يشهدها العالم اليوم، فوجد أن تضحيات الصحراويين على مر حوالي أربعة عقود من النضال ضد مستعمر باعتراف أممي، يحاول إبادة شعب يتوق للحرية ويسعى لطمس هويته، »لن تذهب هباء منثورا«، كما أن توسع دائرة التضامن الدولي عبر القارات الخمس سيشجع منظمة الأممالمتحدة لاستكمال مجهوداتها نحو تقرير المصير. رغم اعترافه بأن الطريق شاق أمام الشعب الصحراوي المكبل بقيود الاحتلال طيلة 38 سنة، إلا أن غالي أبدى ثقة في ندوة»ضيف التحرير« بان الصحراويين سيتمكنون من تقرير المصير بأنفسهم، وأرجع ذلك إلى إيمانهم بعدالة قضيتهم ووحدتهم وتصميمهم على استكمال مشوار التحرير. ورأى السفير الصحراوي أنه مع استمرار المقاومة والنضال وفضح سياسة المملكة المغربية التوسعية وكسب أنصار للقضية الصحراوية و تأييد دول كانت بالأمس بجانب المغرب، سيشجع الأممالمتحدة لاستكمال مجهوداتها مع العمل على الضغط على النظام المغربي الذي ينتهج سياسة التنكر لالتزاماته الدولية.وتوقف السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي مطولا عند المستجدات الأخيرة التي شهدتها القضية الصحراوية، واستهل حديثه بالعرقلة المغربية لجهود الأممالمتحدة والمبعوث الشخصي كريستوفر روس، ليبرز الانتهاكات التي يرتكبها المغرب ضد سكان الصحراء الغربية خاصة في حق النشطاء الحقوقيين ممثلين في مجموعة »أكديم إزيك« التي حوكمت عسكريا ورود الفعل الدولية المنددة، إلى جانب الاستغلال غير الشرعي للثروات الطبيعية الصحراوية، متحدثا عن تواطؤ القوى الكبرى وتحريضها النظام المغربي على خرق القرارات الدولية على غرار فرنسا، ليقدم قراءة في الاتهامات والادعاءات المغربية ضد الجزائر التي تقف بجانب حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.كما لم يغفل السفير الصحراوي الحديث عن محاولة المغرب إلصاق تهم باطلة بجبهة البوليساريو كالإرهاب والتهريب، بل راح يقول إن المملكة المغربية هي التي فبركت تنظيمات إرهابية في شمال مالي، مشيرا إلى قيمة التي تجنيها المملكة من تجارة المخدرات. وكانت الندوة مناسبة ليهاجم غالي الدول العظمى التي تتغني بالدفاع عن حقوق الإنسان على غرار فرنسا التي شنت ومازالت تشن حروبا دولية تحت هذه الذريعة وتدير ظهرها في الصحراء الغربيةالمحتلة، محملا إياها مسؤولية تشجيع المغرب على التمرد على الشرعية الدولية. وهيمنت على السفير الصحراوي لغة التحدي بالحجة والدليل في النقاط التي يعود فيها إلى الحديث عن سياسة الاحتلال المغربي وتشديد الخناق على الصحراويين وقمعهم واستغلال خيرات بلادهم أمام مرأى الأممالمتحدة، متحدثا عن ازدياد اشتعال جذوة المقاومة الصحراوية عبر كل المناطق المحتلة يوميا. وبدا غالي واثقا طيلة حديثه في الندوة من انتزاع الصحراويين حريتهم، مستدلا بأعمار الشباب الصحراوي الذين يقارعون الاحتلال في السجون، والذين ولدوا بعد الغزو المغربي للصحراء الغربية سنة ,1975 وفي حديثه، لم يختر السفير طريقا واحدا للوصول إلى حق تقرير المصير، بل بدا ملتزما بخيار المفاوضات تحت مظلة الأممالمتحدة حتى وأن لم تفرز جولات الحوار أية نتيجة ملموسة ومتمسكا بالكفاح المسلح مادام الاحتلال المغربي جاثما على الصحراء الغربية. وبرأي غالي فإن الاتهامات المغربية للجزائر تنم عن تخبظ النظام المغربي خاصة في ظل تزايد موجة التنديد العالمية بخروقات المغرب في الصحراء الغربية خاصة بعد طرده لوفد برلماني مؤخرا من مطار الدارالبيضاء، منبها أهل الحل والعقد في المغرب أن سياسة الهروب إلى الأمام واللعب على عامل الوقت لن يفيد شيئا أمام صمود الصحراويين.