أكدت فتيحة مواسة الأمينة العامة للنساء الجزائريات أن الانتهاكات التي تتعرض لها المناضلات الصحراويات بالأراضي الصحراوية المحتلة يعد خرقا صارخا للمشاعر الإنسانية، وأنه لا يعقل والعالم يعيش اليوم زمن الحرية وحقوق الإنسان تبقى المرأة الصحراوية تعاني الأمرين على يد السلطات المغربية دون تحرك من المجتمع الدولي، لا لشيء سوى لأنها تناضل من أجل حقها الطبيعي في استقلال بلادها من براثن الاستعمار المغربي. وأضافت مواسة في الندوة الدولية للنساء المتضامنات مع مقاومة المرأة الصحراوية التي عقدت بحر الأسبوع الفارط بالجزائر أن المرأة الجزائرية تعتبر رمز النضال والكفاح ضد الاستعمار، لما عاشته من اضطاهادات وحشية طيلة 132 سنة من استعمار فرنسي غاشم، مؤكدة انه من هذا المنطلق فإنها لا يمكنها أن تبقى تتفرج على الانتهاكات الاضطهادات الصارخة التي تعانيها المرأة الصحراوية على يد البوليس المغربي، مناشدة المجتمع الدولي وكل بصفة عامة، وكل أحرار العالم بصفة خاصة بأن يضمن صوتهن إلى صوت المرأة الصحراوية التي تطالب بتنفيذ لوائح الأممالمتحدة التي تدعو إلى استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وشهدت التظاهرة حضور 320 مشاركة، جئن من أمريكا الاتنية (غواتيمالا، المكسيك، كوبا، فنزويلا، الشيلي، كولومبيا، السلفادور) ومن إفريقيا (جنوب إفريقيا، نيجيريا، السنغال، ناميبيا، الموزمبيق، أنغولا، غانا، المنظمة الإفريقية للنساء، منظمة نساء إفريقيا) ومن الجمهورية العربية الصحراوية وكذا من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وبريطانيا والفيتنام وفلسطين والجزائر. وقد عبرت المشاركات عن دعمهن اللامشروط والدائم لنساء الصحراويات المتواجدات في مخيمات اللاجئين اللواتي يساهمن بشجاعة وعزم والتزام في الحفاظ على الهوية الصحراوية، وتربية الأجيال الصاعدة ويشاركن بقوة في التسيير الراشد للمخيمات، والسير الحسن لمختلف هيئات التشاور والتنفيذ للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وناشدت المشاركات الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن للمطالبة بالتطبيق الفوري للوائح الأممية المطالبة بوضوح بضرورة تنظيم استفتاء شفاف ونزيه لتقرير المصير، الذي سيسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه الثابت في تقرير مصريه. وأبت المشاركات إلا أن يتوجهن بالنداء إلى رئيس المجلس الأوربي ورئيس اللجنة الأوربية ورئيس البرلمان الأوربي بهدف إعادة النظر في العلاقات التي تربطهم بالمغرب، على ضوء احتلال الصحراء الغربية، وتبعا للانتهاكات المتعددة والمتكررة لحقوق الإنسان ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة، من قبل السلطات الاستعمارية المغربية. كما دعت المشاركات رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس اللجنة الإفريقية ورئيس البرلمان الإفريقي للفت انتباههم، ومطالبتهم بالتدخل العاجل أمام وضع الشعب الصحراوي في الأراضي الصحراوية المحتلة، مع تحمل مسؤوليتهم التاريخية بخصوص بلد عضو مؤسس في المنضمة القارية، وآخر بلد لا يزال تحت نير الاستعمار. ونددت المشاركات بشدة بالانتهاكات المؤكدة والواضحة لحقوق الإنسان المرتكبة يوميا بالأراضي الصحراوية في حق الشعب الصحراوي المسالم، مطالبة بحماية المواطنين الصحراويين وذلك بتوسيع بعثة المينورسو، مناشدة في ذلك ضمير المجتمع الدولي لحمل المغرب على الاحترام الصارم لحقوق الإنسان. واستمعت المشاركات إلى تقرير مفصل حول الإعانة الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين المقيمين بتندوف، معبرين عن انشغالهن العميق إزاء التراجع الواضح لهذه الإعانة الدولية التي تسجل نقصا ملحوظا في شتى المجالات، خصوصا فيما يتعلق بصحة النساء والأطفال والتربية والتكوين والإشعاع الثقافي والرياضي، وتطالب المشاركات المنظمات الأممية المتخصصة الأداء الكامل لمهامها. لوقف تمرده على الشرعية الدولية غالي: "على الأممالمتحدة فرض عقوبات اقتصادية على المغرب" دعا السفير الصحراوي بالجزائر ابراهيم غالي الأممالمتحدة إلى انتهاج سياسة جديدة اتجاه المغرب من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليه لوقف تمرده على الشرعية الدولية وعرقلته لمسار المفاوضات. وأوضح السفير الصحراوي على هامش استقبال وفد من النساء البرلمانيات والشخصيات الأجنبية المتضامنة مع المقاومة الشعبية السلمية للنساء الصحراويات بالمجلس الشعبي الوطني أن عرقلة الطرف المغربي للمفاوضات غير مقبولة وغير معقولة كما أن تمرده على الشرعية الدولية قد طال وحان الوقت لكي تتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها لوقفه. وأكد أنه يتوجب على الأممالمتحدة أن تمارس ضغوطا على المغرب من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليه وأن تتحمل مسؤوليتها اتجاه الطرف المغربي المعرقل لمسار المفاوضات وهي العرقلة التي تهدد تقدم مجهودات السلام نحو حل نهائي. كما طالب الأممالمتحدة بتذكير المغرب بضرورة التزامه بتطبيق قراراتها لتكون المفاوضات جادة وحقيقية للتوصل إلى حل عادل ونهائي يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره. وفي سياق متصل عبر ابراهيم غالي عن أمله في أن تكون زيارة المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس إلى الرباط قد مكنته من التأثير الفعلي على الطرف المغربي المتعنت والذي يحاول التملص من كل التزاماته من خلال عرقلته لمجهودات السلام التي تقوم بها الأممالمتحدة في المنطقة". وأضاف أن روس قد حل اليوم السبت بمخيمات اللاجئين من خلال جولة قادته إلى المنطقة سيعد على أثرها تقريره السنوي، مشيرا إلى أن هذا التقرير ينبغي أن يعكس معاناة الشعب الصحراوي والانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها من طرف الاحتلال المغربي. وعبر عن أمله في أن يتمكن المبعوث الشخصي للامين العام من خلال تقريره من إقناع مجلس الأمن بضرورة توسيع مهام المينورسو (بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية) حتى تشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية