قال مدير عام يومية «صوت الأحرار» في جلسة تكريمه بوسام الاستحقاق الاعلامي « إن هذا التكريم المميز له مذاقه الخاص والاستثنائي، فأنا أكرم في قلعة اتحاد الكتاب الجزائريين، لما في مفاخره من أعلام الجزائر الكبار في مجالات الفكر والثقافة والإبداع». وأضاف « لما أبلغني السيدان الفاضلان يوسف شقرة ونور الدين طيبي، باختياري الشخصية الإعلامية وتوشيح « صوت الأحرار» بوسام الاستحقاق الإعلامي، تساءلت بيني وبين نفسي، هل حقا أستحق هذا التكريم. هنا تذكرت أديبنا الكبير عمي الطاهر وطار، وأنا أتذكره دائما، رحمه الله وطيب ثراه، إذ كان كلما تداعت عليه السيوف والرماح والألسن، يهاتفني ويبادرني بالسؤال: هل قرأت ما كتبه عني فلان. وكان يختم حديثه بقوله: يا سي نذير أن يتحدث الناس عنك بخير أو بسوء أفضل من أن لا يذكروك أبدا. لذلك، كيف لا أشعر باعتزاز كبير، وها هو اتحاد الكتاب الجزائريين يذكرني بخير ويغمرني بهذا الكرم الأصيل، الذي يزيدني إيمانا بقدسية الرسالة التي قادتني إليها الأقدار». هذا التكريم بالتأكيد- أضاف يقول- ليس فقط لشخصي المتواضع، بل هو لجريدة «صوت الأحرار» التي أتشرف بإدارتها وإلى كل صحفييها وعمالها الذين يعود لهم الفضل في استمرارية رسالتها الإعلامية والثقافية، وأعتبر هذا الاستحقاق الإعلامي تكريما لكل مبدع ومثقف وإعلامي ولكل صحيفة وطنية، فهو اعتراف بأن هناك جهدا يبذل من رجال ونساء المهنة لجعل الصحافة ذات رسالة، تتلازم مع جوهر اهتمامات الإنسان والمجتمع». وبعد أن دعا إلى تفعيل الصفحات الثقافية في كل صحيفة، أشار بأن السياسة، وأحيانا الملوثة والفاسدة، قد سودت كل الصفحات. فالجرائد تطغى عليها السياسة لا الصحافة، بل إن السياسة الخائبة قد استهلكت وسائلنا الإعلامية، مضيفا بأنه من باب الاعتراف لأهل الفضل، التنويه بروح المبادرة الفاعلة لعدد من المثقفين والصحفيين في هذا المنبر الإعلامي وذاك، حيث استطاعوا بجهود ذاتية وحس مسؤول أن يمدوا الجسور بين الخطابين الإعلامي والثقافي والتأسيس لصحافة ثقافية تسهم في تقديم المشهد الثقافي بتشكلاته وتفاعلاته المتعددة». وقال الأستاذ نذير بولقرون « إنني أتوق مثلكم إلى إعلام يرعى الثقافة، يرافق تلك الأقلام الواعدة التي تبحث عن منفذ ضوء للتعريف بما تنتج وتبدع شعرا وقصة ورواية، ومثلكم تماما أحلم بأن نعود إلى الوراء- إذ في الماضي ما يفيد حتما- لنقتدي بتلك النماذج الناجحة من ملاحق ثقافية كانت تعمر بها صحفنا ومجلاتنا -على قلتها- وهنا أذكر نفسي ب المجاهد الثقافي والشعب الثقافي، حيث كانا ملاذ وحضن الكثير من الأسماء التي تلمع اليوم في سماء الثقافة والأدب والإبداع عموما». وبعد أن تحدث عن الاهتمام الذي تحظى به الثقافة في صوت الأحرار والحرص الذي يتجلى في استمرارية أركان أصوات أدبية ، الخميس الثقافي، واحتضان عديد الأقلام لكتاب بارزين، منهم مرزاق بقطاش، الحبيب السايح، السعيد بوطاجين، عبد الرزاق بوكبة، يوسف شنيتي، الطاهر الأدغم، خليفة بن قارة، عمر عشور وغيرهم، أشار نذير بولقرون إلى تجربة إصدار «الأحرار الثقافي» لشهور طويلة، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف، متسائلا: أين هم رجال الأعمال من الاستثمار في الثقافة، علما بأن الثقافة هي صمام أمن مجتمعنا ودعامة من دعائم أمننا القومي». واغتنم نذير بولقرون مناسبة الاحتفائية ليقدم تهانيه إلى السيدة زهور ونيسي، حيث قال: إن اعتزازي كبير بهذا التكريم لأني أكرم في ظل تكريم أكبر تحظى به مجاهدتنا الأصيلة ومناضلتنا الفذة وكاتبتنا المبدعة، الأديبة الرائدة التي تحلق دوما في فضاء الحرية الرحب، تنشد الخير والحب والجمال، أستاذتي الفاضلة السيدة زهور ونيسي، التي يجمعني بها أكثر من رباط، فأنا واحد من الذين تتلمذوا في مدرستها الصحفية، وواحد من الذين تعلموا منها، عشق الكلمة الجميلة، ولعل بعضكم لا يعرف أن النخلة المباركة هي ظلنا المشترك في معاشرة القراءة وظلها الوارف والخصب والمعطاء في الكتابة»