دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، أمس، إلى بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على الفضاءات الإقليمية والدولية يمكن من توحيد سلم الدراسات الجامعية ومن وضع إطار مرجعي للاعتراف بالمؤهلات«، مؤكدا »إرادة الجزائر الراسخة والتزامها العميق للمضي قدما في بناء الصرح المغاربي في مختلف المجالات«. دعا حراوبية في كلمته خلال افتتاح الدورة الحادية عشر للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي بإقامة جنان الميثاق ، إلى »استحداث محاضن للابتكار وصناعة النماذج واستغلال براءات الاختراع وبعث مشاتل المؤسسات وتحويل النتائج نحو القطاع الاقتصادي«، وشدد على ضرورة »تأسيس قوة فاعلة مشتركة ذات قدرة تنافسية، كفيلة بالظفر بعدد من العروض التي تتيحها الفضاءات والبرامج الإقليمية والدولية الأخرى على غرار البرنامج الإطاري الثامن للبحث التطويري في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي«، مطالبا ب»بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على الفضاءات الإقليمية والدولية يمكن من توحيد سلم الدراسات الجامعية ومن وضع إطار مرجعي للاعتراف بالمؤهلات«. وأبرز الوزير ، ما أحرزته »النظم التربوية في البلدان المغاربية من تقدم على صعيد تحقيق عدد من المؤشرات الكمية لاسيما ماتعلق منها بمعدلات التمدرس ونسب الالتحاق بمختلف الأطوار التعليمية«، مشددا على ضرورة »امتلاك مقاربات مبتكرة تأخذ في الحسبان المفاهيم الجديدة ذات الصلة بالمهارة والجودة« لكسب تحدي النوعية. ورأى وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن »التحدي الرئيسي الذي تواجهه منظمة التعليم العالي في البلدان المغاربية يتمثل في »المواءمة المثلى بين دواعي الاستجابة للطلب الاجتماعي المتنامي على التعليم الجامعي الذي أدى إلى تزايد غير مسبوق للتعدادات الطلابية وبين متطلبات ضمان تكوين نوعي يتساوق مع المرجعيات القياسية الدولية ويستجيب لاحتياجات سوق العمل الذي أضحى يشترط سلما للكفاءات والمهارات يتماشى والتغير السريع في عالم المهن والحرف«. ومن هذا المنطلق، دعا الوزير إلى »تظافر الجهود وتجميع القدرات المتاحة في الأنظمة التربوية والأنساق التعليمية المغاربية ووضعها في خدمة مسار العمل المشترك«، معتبرا أن الثروة الحقة هي الثروة المعرفية بوصفها أساس كل تنمية مستدامة«. ورأى حراوبية أن وضع برامج بحثية مشتركة حول موضوعات ذات أولوية في البلدان المغاربية على غرار الفلاحة، والمياه، والطاقات المتجددة والبيوتكنولوجيا من شأنه أن يعزز من قدراتها العلمية والابتكارية المشتركة وأن يسهم في تكوين قطب جهوي تنافسي في المجالات الحيوية«. وركز وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الجودة، واعتبرها تساهم »في إنتاج المعرفة والتحكم في تطبيقاتها التكنولوجية وتحويلها إلى منتجات وخدمات لفائدة الاقتصاد والمجتمع«.