أقر المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في ختام دورته العاشرة يوم الخميس بمدينة الحمامات التونسية عدة قرارات ترمي في مجملها إلى دعم التعاون المغاربي وصولا إلى تعزيز قدرات الموارد البشرية وتعزيز اقتصاد المعرفة. و في هذا المضمار تبنى الوزراء المغاربيون الإطار العام لمعادلة الشهادات التي تصدر عن مؤسسات التعليم العالي في الدول المغاربية ودعوا اللجنة الفنية المغاربية المكلفة بمعادلة الشهادات إلى مواصلة عملها من أجل استكمال مهامها المتعلقة بمعادلة الشهادات في العلوم الهندسية والعلوم الطبية وشبه الطبية على ان تنظر اللجنة كذلك في معادلة شهادة الثانوية العامة (الباكلوريا) وشهادة الدكتوراه. ودعا المجلس اللجنة المكلفة بتشخيص اوضاع الجامعة المغاربية والاكاديمية المغاربية للعلوم إلى مواصلة عملها ودراسة النصوص واللوائح الخاصة بهما لتحديد وظائف المؤسستين في ضوء التجارب المقارنة. كما سجل المجلس الوزاري المغاربي في إطار برنامج عمله المستقبلي بارتياح نتائج اجتماعات اللجان الفنية المكلفة بدراسة السبل الكفيلة بالتقريب بين مناهج التعليم الاساسي في الدول المغاربية داعيا اياها إلى مواصلة العمل من أجل انشاء نواة منهاج مغاربي مرجعي في مجال التعليم الاساسي. و رحب المجلس بانشاء الية لتنسيق الانشطة التربوية ذات الطابع المغاربي تحت اشراف منسقين وطنيين من الدول الخمس داعيا المشرفين على هذه الالية إلى الاجتماع لوضع رزنامة هذه الانشطة التي تشمل الاولمبياد المغاربية والمخيمات الصيفية والمهرجانات الرياضية والنوادي المدرسية وتبادل وفود التلاميذ المتفوقين. ودعا المجلس الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن انتاج الكتاب المدرسي إلى اقتراح الية مشتركة لتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال والعمل على دراسة امكانية الانتاج المشترك لهذا الكتاب. وفي هذا المضمار أكد المجلس الوزاري على اهمية ترسيخ ثقافة التكوين المهني والتقني وغرس روح المبادرة لدى التلاميذ مع فتح افاق مهنية وتعليمية ارقى. وكان رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد تدخل في الجلسة الافتتاحية حيث دعا إلى الشروع في بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على محيطه الاقليمي والدولي ملاحظا انه وبعد ان كرست اصلاحات التعليم العالي في البلدان المغاربية والمتمثلة اساسا في الهيكلية المتماثلة للدراسات الجامعية " ليسانس- ماستر- دكتوراه فانه بات من الضروري الشروع في بناء فضاء مغاربي للتعليم العالي والبحث العلمي متفتح على محيطه الاقليمي والدولي. وبالنظر إلى ان بناء مثل هذا الفضاء يتطلب اعتماد مسار متدرج للوصول إلى تحقيق المقاصد فان حراوبية اقترح تكوين فريق عمل من المتخصصين والخبراء بغرض اعداد الدراسات المرجعية الضرورية ووضع تصور متكامل لهذا الفضاء مع مراعاة الاوليات. ويرى وزير التعليم العالي والبحت العلمي رشيد حراوبية ان هذه الاولويات تتمثل في توحيد سلم الدراسات الجامعية والتقريب بين المناهج الدراسية والمسارات التعليمية وتوحيد انظمة الارصدة للمواد والوحدات التعليمية المكونة للمسالك المتماثلة وتشجيع حراك الطلبة لاسيما على مستوى الماستر والدكتوراه وتشجيع حراك الاساتذة والتوجه نحو ارساء الاشراف المشترك على الرسائل والاطروحات الجامعية. ولدى تطرقه لمشروع الاكاديمية المغاربية للعلوم أكد حراوبية ان هذه الهيئة العلمية - بوصفها فضاء للتفكير والبحث واداة للاحتراس العلمي لرصد تطور المعارف - فان تفعيل دورها مرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية القدرات العلمية المشكلة لهذه الهيئة مقترحا انضمام شخصيات علمية مرموقة لعضوية الاكاديمية. وعند ابرازه للمهام المنوطة بهذه الهيئة ركز حراوبية على ترقية البحث العلمي والتقني وتطويره وتحديد اولوياته وتعبئة القدرات العلمية المغاربية حول برامج بحث مشتركة وحشد التمويل اللازم لها واعتماد آلية فعالة لتقويم تنفيذ تلك البرامج وتثمين نتائجها. وكان المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي قد افتتح اشغال دورته العاشرة في وقت سابق بحضور الوفود الوزارية المغاربية المعنية بهذا القطاع من ضمنها الوفد الجزائري الذي يقوده رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ومن أبرز المسائل التي طرحت على بساط البحث والتدارس بهذه المناسبة المسالة المتصلة بتفعيل الجامعة المغاربية والاكاديمية المغاربية للعلوم والموضوع المتعلق بمعادلة الشهادات التي تمنحها الجامعات والمعاهد العليا بالدول الاعضاء في اتحاد المغرب العربي. كما ناقش الوزراء واقروا التقرير الذي يتضمن حصيلة نشاطات المجلس بين الدورتين علاوة على إقرار برنامج عمل المجلس الوزاري المغاربي خلال المرحلة المقبلة. و الجدير بالذكر أن المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي انشئ عام 1990 بقرار من اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة والمكلفة بالموارد البشرية التابعة لاتحاد المغرب العربي قصد مساعدتها على انجاز المهام المنوطة بها في المجالات ذات الصلة. ومعلوم ان المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي قد عقد لحد الان تسع دورات كان اخرها في طرابلس خلال شهر جوان من سنة 2009 . ومن ضمن مهام المجلس الوزاري في دوراته العادية النظر في حصيلة اجتماعات اللجان الفنية وفرق العمل التابعة له ليعتمدها او ليتخذ بشانها الاجراء المناسب كما يقوم المجلس الوزاري باعتماد الجدول المستقبلي لهذه الاجتماعات.