أكدت الفنانة التشكيلية الشابة حياة كنونة ل ''صوت الأحرار'' أول أمس في إفتتاح معرضها التشكيلي ''ألف لون ولون'' بفندق الجزائر سان جورج سابقا أن تنظيمها أول معرض إحترافي لها هو بمثابة فرصة لتقديم موهبتها للزائر ولتقاسمه لحظات من سحر اللون والإبحار بحرية في عوالم الفن التشكيلي ببصمتها الخاصة متكأة في ذلك على روح وسحر حكايا ألف ليلة وليلة التي تستمد منها تراثا جماليا ومعنويا متجذرا في الذاكرة العربية والجزائرية وظفته بأناقة من خلال تناسق الألوان والمواضيع التي إختارتها بعناية. ومن خلال 23 لوحة فنية بمختلف التأطير والأحجام وبمواضيع متنوعة يكتشف الزائر تفرد التجربة التشكيلية للفنانة العصامية حياة كنون التي أبدعت في تقنيتها بالرسم بواسطة مادة الفينيل التي تفننت في تطويعها وتأثيث أعمالها الفنية بها وقد نجحت كثيرا في ذلك وقالت » لقد تعلقت بفن الرسم منذ طفولتي وانجذبت منذ سن الخامسة إلى الألوان ومع بلوغي سن ال17 عاما وفي المرحلة الثانوية إتجهت نحو الفن الأسيوي وأحببت كثيرا تلك العناصر الجميلة الموجودة في الفن الصيني والياباني وغيرها من البلاد الآسيوية فدخلت تجربة متفردة من خلال العديد من الأعمال التشكيلية الأولى التي كانت محورها الفن الأسيوي وانجذبت أيضا إلى الدعامة السوداء التي تشكل خلفية العمل الفني فيها وعنصرا مهما في تركيب العمل وفي سن ال19 وبالصدفة وأنا أقوم بعمل منزلي إكتشفت مادة الفينيل وقدرتها على التشكيل فوق دعامة زجاجية وانبهرت بالنتائج المميزة وبالتالي إكتشفت التقنية وقررت أن أغوص فيها لتطوريها حيث إعتمدت على مادة الفينيل لتنفيذ أعمالي الفنية التي خلفيتها ودعامتها الزجاج الأسود وأشير هنا أنا المعرض الذي أقيمه بفندق الجزائر هو بعنوان « ألف لون ولون « وهو سر إختياري للون الأسود في كل الأعمال كدلالة على الليل وهو الفترة الزمنية التي كانت شهرزاد تحكي حكايتها وأساطيرها وبالتاي طعمت الأعمال الفنية بسحر قصص وأجواء وشخوص ألف ليلة وليلة وحتى أمنح للزائر فسحة للحلم وأن يرحل مع الأعمال الفنية إلى التراث والتاريخ والجمال . وأوضحت الفنانة العصامية حياة كنونة أنها دخلت مرحلة صمت وسكون طويلة وانقطعت عن عالم لفن التشكيلي لفترة وتحصلت على شهادة الباكالوريا ثلاث مرات وتخصصت في التجارة الدولية بعد أن توقفت عن الدراسة في تخصص البيولوجيا واللغة الفرنسية وبعدها أن تحصلت على عمل قار في إحدى المؤسسات وبسبب ولعها بالفن الذي يستدعي التفرغ التام لممارسته قررت التشكيلية الشابة حياة كينونة عام 2009 الإستقالة من منصبها والتفرغ لعشقها الأزلي للون والتشكيل والإبداع على الزجاج بتقنية مادة الفينيل ولتطوير التقنية التي إكشفتها وبرعت فيها وأكدت الفنانة في سياقها أنها غير نادم على خياراتها لأن افن جوهر الحياة وإكسيره الذي تتنفس به وأضافت أن ممارستها للفن هو ممارسة للحرية التي تتجسد على فضاء اللوحة وعن أعمالها المعروضة تشير الفنانة حياة كينونة »المعرض هو رحلة إلى عوالم المرأة شهرزاد التي تروي كل لوحة فيه المرأة بكل ما تحمله من جمال وإنسانية وعاطفة وأسرار مثلا لوحة » رقصة أربيسك « التي تمثل إمرأة عصامية بزيها التقليدي ومجوهراتها وأناقتها فضلا على ذلك هناك لوحات تتناول جمال المرأة الشاوية والقبائلية والتارقية وهي تقطف ثمار الزيتون أو هي تعزف على آلة الإمزاد كما قدمت أعملا عن النساء في العالم على غرار لوحات تجسد الأزياء التقليدية والرقصات الفولكلورية لنساء من الهند واليابان والصين وكوريا والإكواتور وإيطاليا والمكسيك وإفريقيا إمرأة الماساي والبيرو ، وسيكتشف زوار المرض إلى جانب ذلك لوحات منها حلم ياباني وهي أول تجربة لي في بداية ولوجي عالم الفن وتأثري بالفن الأسيوي، لوحة رقصة الفراشة التي طعمتها بقصيدة كتبتها وحفرتها بالفينيل . الأكيد أن الأعمال المعروضة للفنانة العصامية حياة كنونة بفندق الجزائر هي تجربة جديدة لبناء التشكيل الجزائري بروح ونفس جديد وإن كان عصاميا لكنه مفعم بالصدق والشفافية والجمال الحقيقي للفن ودعوة نوجهها لعشاق التشكيل لزيارة لمعرض لاكتشاف أعمال غاية في الأناقة والالتزام بالتقنية .